للسبكي. والخلاصة وهي المشهورة بالألفية والكافية واللامية وثلاثتها للعلّامة أبي عبد الله بن مالك (٦٧٢ هـ).
ويستدل بمنظومة الشيخ أحمد البدوي الشنقيطي في قصيدة نظمها لمغازي النبي - صلى الله عليه وسلم - (١).
وبعد هذه الملحوظات على هيكلية التفسير نعرض إن شاء الله لقضايا جوهرية حول منهج الشيخ:
[منهح الشيخ في تفسيره]
[أولا: القراءات القرآنية]
عند حديث الشيخ -رحمه الله- عن القراءات القرآنية، نجده -رحمه الله- كثيرًا ما يوجه هذه القراءات، وقد يكون هذا التفسير لغويًا يتصل بمعنى الكلمة، وقد يكون نحويًا يتصل بالإعراب، وقد يكون توجيهًا صرفيًا، يتصل بأصل الكلمة وبنيتها.
فمثال التوجيه اللغوي والنحوي حديثه عند قوله تعالى:{هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ}[الكهف: ٤٤] فقد قال: "قرأ السبعة ما عدا حمزة والكسائي (الوَلاية) بفتح الواو، وقرأ حمزة والكسائي بكسر الواو. وقوله (الحق) قرأه السبعة ما عدا أبا عمرو والكسائي بالخفض نعتًا (لله)، وقرأه أبو عمرو والكسائي بالرفع نعتًا لـ (الولاية) فعلى قراءة من قرأ (الوَلاية) بفتح الواو، فإن معناها: الموالاة والصلة، وعلى هذه القراءة ففي معنى هذه الآية وجهان:
الأول: أن معنى {هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ} أي في ذلك المقام وتلك الحال تكون الولاية من كل أحد لله، لأن الكافر إذا رأى العذاب رجع إلى الله.
الثاني: أن الولاية في مثل ذلك المقام وتلك الحال لله وحده فيوالي فيه المسلمين ولاية رحمة كما في قوله تعالى {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا}[البقرة: ٢٥٧].