للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحاجة ماسة إلى ضرورة البحث في القضايا الفقهية الكثيرة المستجدة وتوضيحها للناس، وبيان حكم الشرع فيها، سواء بسواء، مع ضرورة العمل لإنشاء المجتمع الإسلامي، وليس من الحق أن نتوقف عن بحث الكثير من هذه القضايا منتظرين نشوء هذا المجتمع، بل يجب أن يسير الأمران في ركب واحد.

على أننا نقدر سيدًا في حماسه الشديد المندفع نحو توجيهه الجهود وتنظيميها، وعدم تشتيتها، ذلك كله من أجل هذا الهدف العظيم وهو إقامة المجتمع الإسلامي. يقول رحمه الله مؤكدًا احترامه لجهود العلماء: ( ... إن هذه ليست دعوة لإهمال الفقه الإسلامي وإهدار الجهود الضخمة التي بذلها الأئمة الكبار) (١).

ونؤكد أخيرًا أن دعوة سيد هذه لا تنطبق عنده على الأحكام الفقهية الفردية، والممارسات العبادية، وإنما ترتبط بالأحكام اللازمة للدولة والمجتمع كما هو ظاهر من كلامه.

ثالثًا: إسهاب المؤلف في كثير من الموضوعات:

ومما يسترعي انتباه القارئ للظلال إسهاب المؤلف واستطراداته في كثير من الموضوعات، فربما يكرر المعنى فيه أو الألفاظ مرات كثيرة.

حتى إنه وهو يستغرق في الحديث ربما تحتاج بعض الكلمات إلى دقة وموضوعية، ولقد مر معنا طرف من هذا، مثال هذا ما قاله عن عدم وعد المؤمنين بالنصر في أول الدعوة، وعند حديثه عن اليهود، يعدّهم مشركين تارة لقولهم: (عُزَير ابن الله)، وتارة لأنهم لم يحكموا شرع الله وأطاعوا أحبارهم.

وإذا نظرنا إلى هذا الأمر -في الوقت الذي كان يعيب فيه على بعض المفسرين الكثير من المطولات التي بحثوها في كتبهم- فإننا نجده يخالف منهجه الذي وضعه في الاقتصار على (الظلال) للآيات القرآنية، وانظر مثال ذلك حديثه في مقدمة


(١) الإسلام ومشكلات الحضارة سيد قطب ص ١٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>