للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذين أُرسل إليهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يستغربون هذه الإعادة بعد التحلل، ويرونها أمرًا عجبًا، مع أن العجيب حقًّا هو اعتقادهم هذا مع وجود الدلائل عليه، ونهوض البراهين المثبتة له" (١).

ج- وبيَّن الشيخ البنا رحمه الله في سورة التوبة مناسبة آية الصدقات لما قبلها فقال: "وحين عرضت الآيات الكريمة لهذا الخلق من أخلاق المنافقين، وهو الطعنُ في القادة، والتشكيك في نزاهتهم، وانتهاز فرصة تقسيم الأموال؛ لأن ذلك عند الناس هو نقطة الخيانة والطمع، وخصوصًا إذا لم ينالوا من هذه الأُعطيات مطامعهم، ناسب بعد ذلك أن تُقرَّر أحكام الصدقات وتبين مصارفها حتى يكون في هذا التقرير قطع ألسنتهم، وتسجيل براءة من يتهمونهم بالباطل، فجاءت هذه الآية الكريمة تقرر مصارف الصدقات" (٢).

٧ - عنايتُه بالتفسير الموضوعي للآيات والسُّور: وقد كانت هذه العناية جلية واضحة في تفسير البنا رحمه الله، وإن لم يكن يذكر هذا المصطلح (التفسير الموضوعي)، وكان يعبر عنه أحيانًا بالمقاصد، كما فعل حين استعرض المقاصد الكلية لسورة البقرة (٣)، وحين عرض لمقاصد سورة الرعد، قال: "وتستطيع أن تُجمل هذه المقاصد السامية في أنها إثبات التوحيد والمعاد، وبيان ما ينتج من الإيمان بهما من أخلاق فاضلة، وجزاء حسن كريم، والمقابلة بين ذلك وضده كما هي عادة القرآن" (٤).

وأما التفسير الموضوعي للآيات، فيظهر عند الشيخ في حرصه على جمع الآيات في الموضوع الواحد، ومن أمثلة ذلك:


(١) مقاصد القرآن الكريم ص ٣١٧.
(٢) ص ٢٣٤.
(٣) انظر مقاصد القرآن الكريم ص ٨٧.
(٤) مقاصد القرآن الكريم ص ٢٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>