للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بهديه، فمن يفكر في إلقاء الشكوك والأوهام في نفوس الناس بعدئذ يجد البراهين التي تقتلعها من جذورها. أهـ.

لقد خرج الشيخ عن السياق واللغة ورأي جمهور المفسرين، فالذين خطفوا الخطفة حولهم الأستاذ من الشياطين إلى الأنبياء والأولياء والمقربين. ثم أهؤلاء الذين قرأوا القرآن على مكث متدبرين، أيكونون بحاجة إلى الخطفة يخطفونها؟ وهذه الشهب التي ملئت بها السماء لرجم مسترقي السمع، يجعلها الشيخ أنواعًا من الحجج والأنوار.

إن هذه التأويلات التي أعجب بها الشيخ ونقلها إلى تفسيره، أقرب إلى التأويلات الباطنية، بل هي نفسها. نعم ليس معنى هذا أن نحجر على العقول في فهم كتاب الله تبارك وتعالى، ولكن في حدود السياق واللغة والمأثور، وكل خروج كالذي رأيناه في تفسير المراغي مردود مرفوض جملة وتفصيلًا، لأنه -مع ما فيه من مخالفة وشطط- يغري سفهاء العقول بالقرآن، فيؤولون ألفاظه ويحرفون معانيه.

[ب- تناقض كلام الشيخ في حادثة المعراج]

يفهم من كلامه في سورة الإسراء أنه يمكن أن يكون بالجسم -ولكن الإشكال يبقى كما يقول في حديث المعراج فهو مضطرب المتن كما يروي عن الباقلاني، وإن صح هذا عن الباقلاني، فإنه ليس من علماء الحديث مع تقديرنا لعلمه وفضله، وقد رد العلماء دعوى الاضطراب في حديث المعراج، وقد بين ذلك الإمام النووي رضي الله عنه، وغيره من الأئمة جزاهم الله خيرًا- بينما يقطع بأن المعراج كان بالروح فقط في سورة النجم.

يقول في تفسير سورة الإسراء (١) (ويبقى أمر الحديث واشتماله على أمور غريبة،


(١) تفسير المراغي جـ ١٥ ص ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>