للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول المؤلف: "فأنت إذا أخذت قول الله {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (٥٧)} [الكهف: ٥٧]، لحدتها (١)، وجدت نفسك أمام مشكلة محيرة؛ لأنَّها توهِم أن الله قد صرف الكفار عن فهم القرآن والتأثر به، وحتّم عليهم عدم الإجابة والاهتداء. ولكنك إذا قرأت أول الآية التي وردت فيها، ظهر لك قصد وصف مكابرة الكفار وعنادهم، والتسرية عن النبي إزاء هذه المكابرة والعناد".

[١١ - فهم القرآن من القرآن]

وهذه آخر البنود التي يذكرها المؤلف في خطته. يقول المؤلف: "إن الأوثق والأوكد والوسيلة الفُضلى، لفهم مدى القرآن ودلالاته وتلقيناته ... تفسير بعض القرآن ببعض" (٢) ويطيل الكلام في ذلك، ويأتي في طيات هذا البحث بأمثلة كثيرة، اقتصر منها على ثلاث:

١ - {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} [الأنعام: ١٥٩] يقول: "إن بعض المفسرين اعتبروها أخبارًا غيبية، عن ما حدث من الفتن بعد الرسول - صلى الله عليه وسلم -". ولكن المؤلف لا يرضى هذا ويقول: "ينبغي إذا أردنا أن نفهمها فهمًا صحيحًا، أن نضمها إلى آية الروم وهي قول الله عز وجل: {مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (٣١) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (٣٢)} [الروم: ٣١، ٣٢] وبذلك نتبين أن المقصود بآية الأنعام هم المشركون".


(١) الصحيح وحدها.
(٢) القرآن المجيد، ص ٢٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>