وتتميمًا للفائدة أوردت فيها ما يناسب الآيات من الأحاديث والأخبار والأمثال بما يكفي الواعظ عن كتب كثيرة، وجعلته في ثلاثة أجزاء: اثنين لما نزل في مكة المكرمة، وواحد لما نزل في المدينة المنورة وبدأته بمقدمة تحتوي على اثني عشر مطلبًا، تشير إلى ما أودعته فيه من المآخذ والأصول والرموز، وختمته بخاتمة ترمي إلى ما كان فيه من الوقائع والحوادث. وحقًّا إن أهل هذا العصر بحاجة ماسة إلى تفسير كهذا، جامع مانع على أسلوب حسن بسيط محتصر. غزير كافٍ، يطلعهم على حقائق كتاب الله، بصورة قد يستوي فيها الخاص والعام، وهذا غاية ما أقصده من المجيب السميع ومنه المعونة والتوفيق إلى سواء الطريق. وسميته "بيان المعاني" وأنا الفقير إليه عبد القادر ملا حويش آل غازي العاني ... ".
[ركاكة وتناقض]
هذا مقتطف مما قدَّم به الشيخ عبد القادر، وهو كما ترى (١) تبدو عليه الركاكة والضعف أسلوبًا، كما أنه لم يسلم من المغالطات والشطحات موضوعًا. وإلا فكيف يفسر لنا الشيخ عبد القادر -ما دام ترتيب القرآن مراد الله، ومأمورًا به من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبدلالة من جبريل الأمين- مخالفةَ الإمام علي كرم الله وجهه، وكيف يريد ترتيب الآيات الذي لا يشك أحد من المسلمين بأنه توقيفى لا تجوز مخالفته؟ ! حقًّا إن الشيخ قد تأثر بآراء بعض الشيعة.
وإذا كان المفسرون قد جاءت تفاسيرهم ضخمة كما يقول، لأنهم فسروا القرآن حسب ترتيبه في المصحف، ولأنهم ذكروا أسباب النزول والناسخ والمنسوخ، فما يقول لنا هو عن تفسيره الجامع المانع، الذي جاء في هذه المجلدات الضخام؟ وهل استغنى بطريقته هذه عن ذكر ما أورده المفسرون؟ إنه لم يكن شيء من هذا ولكن ليت شعري! ! .
(١) رحم الله صاحب روح المعاني، الذي يستعمل عند كل قول لا يعجبه، عبارة "كما ترى".