للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - غير معتقد بها.

٣ - معتقد بها بالوراثة.

وكلٌّ من هذه الأصناف له دستور خاص في الحياة، يلائم مكانه من هذه العقيدة.

وبعد التحليلات الفلسفية قرر أن لكل من المعتقد وغير المعتقد دافعًا يدفعه إلى الرقي والتقدم، وأن رقي الأول يشمل الرقي الروحي والجسدي، أما الثاني فرقته محدود في عالم المادة فقط، والمعتقد بالوراثة لا حظ له من أحد هذين الدافعين، ولا يليق به إلا أن يكون تبعا لأحد هذين الصنفين.

إن الدافع الذي يدفع المعتقد للتقدم للأمام هو (طلب الكمال) بمعناه الحقيقي الذي ينال به كمال الروح وكمال الجسد، أما غير المعتقد الذي يرى نفسه مدفوعًا لتكميل بدنه وإشباع حواسه فمبدأه (تنازع الحياة)، فلا ينال إلا كمال الجسد، وهو لا يرى سعادته إلا في نيل أقصى ما يستطيعه من المال والجاه، فتراه يتنازع الناس فيهما منازعة اليائس المستميت بما يراه أحسن الوسائل.

وهذا دافع عظيم للحياة ودستور كبير للبقاء.

من هنا ترى أنه ليس بعجيب أن ينال غير المعتقدين مدنية زاهرة وحضارة باهرة، ولكن لا ترى فيها نصيبًا للروح، فترى أن الحق فيها مع القوة والحكم للسيف والفتوة.

[كيف كان العالم قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-]

تحدث عن الاضطرابات والفتن والحروب التي كانت سائدة في العالم كله، وكانت شبه الجزيرة العربية جغرافيا بعيدة عن هذه الفتن، وعن الديانات التي كانت سائدة قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-: اليهودية والنصرانية والوثنية، وأن الوثنيين كانوا هم السواد الأعظم.

<<  <  ج: ص:  >  >>