للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه هى الأحوال العمومية التي أرسل فيها النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتنحصر أعمال النبي - صلى الله عليه وسلم- في أربع حوادث مهمة:

١ - إبداله الوثنية بالتوحيد

٢ - تهيبه لأخلاقهم

٣ - ربط قبائلهم برباط الإخاء، وجعلهم أمة وثيقة العرى

٤ - تكوينه لقانون كامل أداهم للمدينة الفاضلة.

هذه حوادث اجتماعية تحتاج إلى تعليل مقبول تطمئن إليه النفس، وليس أمامنا إلا أحد فرضين، وهما إما التسليم بأن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- رسول الله حقيقة، وإما فرض أنه ليس رسولًا، وأنه وصل إلى ما وصل إليه بالتدبير وحسن السياسة.

ثم ناقش هذا القول الثاني وما ينبني عليه من أمور، وأثبت بطلانها، ثم قال: هذه فروض يقتضيها زعم من يتجاسر فيزعم أن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- ليس برسول، وقد أريناك مكانها من العلم، فلم يبقَ أمامنا إلا الفرض الأول، وهو أنه رسول رب العالمين.

ثم عرض للمقصد السامي الذي أنزل القرآن من أجله، وهو تربية الإنسان تربية صحيحة، حاصلًا على كمال طبيعته الجسدية والروحية، ومن أجل إيصال الإنسان لهذه المكانة اتبع معه مختلف الوسائل، وأتبع ذلك بالحديث عن كل شعبة من شعب الأدب الإلهي أودعه زبدة ما يرمي إليه العلم العمري، ثم بما قرره فيه الكلام الإلهي.

ثم ذكر أن الإنسان فُطِر على أن يبحث في أمرين: أمر دينه وأمر دنياه، وقد سمى الأوروبيون اليوم الأمر الأول بالفلسفة، لأن الأديان بنظرهم لا توصل إلى حقيقة، ولأن الفلسفة يجب أن تكون حسية عملية، وسموا الأمر الثاني بالعلم الطبيعي، وقالوا إن كل نظرية لا تعد من العلم إلا إذا أسعفتها التجربة وقوّاها الاختبار.

<<  <  ج: ص:  >  >>