للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتمكنون بها تمكنًا تامًّا من معرفتها والاستدلال بها على التوحيد والربوبية، حتى صاروا بمنزلة من إذا دعي إلى الاعتراف بها سارع دون شك أو تردد. فالكلام على سبيل المجاز التمثيلي، لكونهم في مبدأ الفطرة مستعدين جميعًا للنظر إلى التوحيد، ولا إخراج للذرية ولا قول ولا إشهاد بالفعل.

وذهب جمع من السلف: إلى أن الله تعالى أخرج من ظهر آدم ذريته كالذر وأحياهم وجعل لهم العقل والنطق، وألهمهم ذلك الإقرار، لحديث رواه عمر رضي الله عنه، وقد أفاض العلامة الآلوسي في هذا المقام، فارجع إليه إن شئت (١).

[هـ- رأيه في معجزة انشقاق القمر]

يقول في تفسيره لسورة القمر (٢): (انفلق القمر فلقتين معجزة له -صلى الله عليه وسلم-، وهو بمكة قبل الهجرة بنحو خمس سنين، حين سأله أهل مكة أن يريهم آية تدل على صدقه، فأراهم القمر فلقتين، حتى رأوا جبل حراء بينهما، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (اشهدوا)! وقد رآه كثير من الناس، والأحاديث الصحيحة في هذه المعجزة كثيرة.

[و- عدم تأويله للآيات التي تتحدث عن استماع الجن والرجم بالشهب]

يقول في تفسيره لسورة الجن (٣): {وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ} [الجن: ٩] مواضع في السماء نقعد فيها لاستراق السمع، {فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ} بعد نزول القرآن الذي بعث به الرسول -صلى الله عليه وسلم {يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَصَدًا} مُوصَدًا: أي معدًا ومهيأ له، ينقض عليه فيصيبه، فمنع الاستراق بعد المبعث ونزول القرآن، والصحيح أن الرجم كان موجودًا قبل المبعث، فلما بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- كثر وازداد، كما ملئت السماء


(١) (١/ ٢٨٧).
(٢) ١/ ٣٧٤.
(٣) ١/ ٤٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>