للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفضلًا عن ذلك فالمداران السالفا الذكر، ليسا في مستوى واحد، بل يميل أحدهما على الآخر، ولولا ذلك لتكرر كل من الكسوف والخسوف مرة في كل شهر، وهكذا يتبين كيف أن لكل من الشمس والقمر فلكًا أو مدارًا مستقلًا يسبح فيه).

وكذلك نراه عند تفسير قوله تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ (٥) خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ (٦) يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (٧) إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (٨)} من سورة الطارق، يقول: (استفتيت النطاسي البارع، عبد الحميد العرابي بك وكيل مستشفى الملك سابقًا، في نظرية الحمل وكيفية تكوين الجنين، فكتب له هذا عدة صفحات، حول علاقة الآيات بالنظريات العلمية) (١).

وهكذا لا يألو الشيخ جهدًا في تطبيق النظريات العلمية على آيات القرآن محاولًا بذلك إبراز الإعجاز العلمي في كتاب الله تعالى.

[٦ - تناقضه وعدم دقته]

يبدو من ظاهر كلام الشيخ أحيانًا التناقض وعدم الدقة، فقد مر معنا ما قاله في سورة الفاتحة، من أنها أول سورة نزلت، ثم قال هذا عند تفسير سورة العلق.

وفي سورة الأعراف يفسر الاستواء على العرش، بأنه استقامة أمر السماوات والأرض وانفراده بتدبيرهما، بينما يقول في سورة الحديد (ثم استوى على عرشه فارتفع إليه) وفي سورة هود يقول: (عرش الرحمن من عالم الغيب، الذي لا ندركه بحواسنا، ولا نستطيع تصويره بأفهامنا، فلا نعلم كنه استوائه عليه) (٢) بينما يقول في سورة البروج (ذو العرش أي صاحب الملك والسلطان والقدرة النافذة).

وقد نقلنا عنه سابقًا أن المحرمات هي ما جاء في قوله تعالى: {قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ .. } وأن ما عدا هذه الأنواع الأربعة، مما ورد


(١) تفسير المراغي جـ ٣٠ ص ١١٢ - ١١٥.
(٢) تفسير المراغي جـ ١٢ ص ٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>