للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا خلاف أبدًا بين وصف العصا بالحية أو الثعبان، وبين تقتيل فرعون لقوم موسى قبل بعثته أو بعدها، فوصف العصا بالحية كان في بدء رسالته الكليم - عَلَيْهِ السَّلَام - ووصفها بالثعبان كانت آية لفرعون {فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (١٠٧)} [الأعراف: ١٠٧] وتقتيل فرعون لبني سرائيل كان قبل ميلاد سيدنا موسى، حينما تواطَأَ بنو إسرائيل مع أعداء الأسرة الحاكمة في مصر حينذاك، وهذا ما نطق به القرآن. {فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ} [القصص: ٧].

هذه هي القصص القرآنية التي استغرقت من المؤلف قرابة عشرين صفحة من الخطة المثلى لفهم القرآن وتفسيره، وهنا نتساءل ما علاقة هذا كله بمفسر القرآن ومقدار فهمه وتدبره؟ وهل يتغير التفسير والفهم لآية من الآيات أو قصة من القصص، إذا كان العرب يعرفونها أو لا يعرفونها؟ أو إذا كان لدى الرسول - صلى الله عليه وسلم - قبل نزول الوحي معرفة بها أو لا؟

على أن من المؤكد أن القرآن الكريم، تحدث عن بعض قصص الأنبياء، التي لم يعرفها أهل الكتاب أنفسهم وذلك كقصة البقرة وقصة المائدة، بالنسبة لسيدنا موسى وعيسى - عَلْيِهِمَا السَّلَام -.

[٦ - الملائكة والجن في القرآن]

هذا بند آخر من الخطة المثلى لفهم القرآن وتفسيره عند الأستاذ دروزة، فها هو يقول: "إن ما ورد من أخبار الملائكة والجن، لم يكن هو الآخر غريبًا عن السامعين جزئيًا أو كليًا، وأنه من وسائل التدعيم للدعوة وأهدافها وليس مقصودًا بذاته" (١).

ومعنى هذا أنه ليس في ذكرها جديد على العرب أولًا، وليست من الأمور الجوهرية ثانيًا. على أن المتمعن يجد أن هذه المسألة مقصودة بذاتها؛ لأنه أمر من أمور


(١) القرآن المجيد، ص ١٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>