٥ - وأخيرًا فإن الشيخ ينبه إلى ضرورة معرفة سنن الله المتعلقة بالإنسان ومجتمعه ويحذّر من ضرر الجهل بها، وذلك في قوله:
(ولكن وا أسفا قد أضحى المسلمون من أجهل الشعوب بسنن الله تعالى في الأكوان وبالعلوم والمعارف اللازمة لتقدم الحضارة والمدنية، وأصبحوا في مؤخرة الأمم، وصاروا مضرب الأمثال في التأخر والخمول والكسل .. )(١).
[الملحوظات الموضوعية على التفسير]
- الملحوظات على التفسير كثيرة، ومن أهمها:
[١ - نقله عبارة غيره]
تأثر الشيخ بغيره لا كما عهدنا ذلك من مفسرين سابقين، وإنما هو تأثر من نوع آخر، إنه تأثر وصل إلى اقتباس العبارة نفسها، وإذا كنا قد تحدثنا عن مفسرين من مدرسة الأستاذ الإمام، ساروا على منهجه، وظهرت في تفسيراتهم الخصائص التي ظهرت في تفسير الإمام، فإن الأستاذ المراغي لم يكن من هذا الصنف فحسب، بل إنه يذكرنا ببعض الأقدمين، الذين كانت طريقتهم في التأليف، اختصارًا لما كتبه غيرهم مع بعض التصرف في عباراتهم، وليس من التجني أن نقول: إن التفسير المنسوب للمراغي، إنما هو اختصار حرفي لتفسير المنار في أجزائه الاثني عشر الأولى، والعجيب أنه ربما يذكر صاحب المنار رأيًا للشيخ محمد عبده ويرده، أو يذكر رأيًا لأحد المفسرين، فيأتي مفسرنا ليدمج ذلك كله، دون إشارة للخلاف، أو لمن نقل عنه القول من قريب أو بعيد وأمثل لذلك بما يلي:
أ- عند تفسيره لسورة الفاتحة يذكر أنها أول سورة نزلت، مستدلًا برواية للبيهقي، مع أن السيد رشيد رضا، أشار إلى هذه الرواية بالتضعيف.