وهذه عبارة فيها اتهام واضح لسيد وأنه غير موضوعي أو علمي في نقده التاريخي.
ومما يزيد الأمر غرابة أن يعمم صعوبة أن يكون الإنسان ذا إيمان وعقيدة قوية في الوقت الذي يكون فيه مؤرخًا لعقيدته ومؤسساتها الدينية ... فإما مؤرخ غير مؤمن وإما مؤمن غير مؤرخ ... وهذا من عادات المستشرقين ورأيهم في إسدال الستار على الحقائق دائمًا.
[المبحث الرابع: القرآن والتاريخ (ص ٨٥)]
تحدث فيه المؤلف عن نظرة سيد للقضاء والقدر ... وموقفه من الأحداث التاريخية وقصص الأنبياء.
وقد أكد الحقائق التالية عند سيد وهي تشير إلى منهجه في معالجة قضايا الظلال:
١ - إن القاعدة الأساسية التي يرتكز عليها سيد في النظر إلى الأحداث والحقائق التاريخية هي التي تقول بوجود إرادة الله ومشيئته في أفعال البشر (ص ٨٥).
٢ - إنه يعرض لفكرة القدر عند سيد وإنه يطرح مفهومًا محددًا للرؤية الإسلامية المتعلقة بالتاريخ الإنساني، وهذا المفهوم يقضي بأن القرآن هو الحقيقة الأكيدة للتحولات الجديدة في واقع التاريخ الإسلامي، حتى في الفترات التي يحدث فيها انحراف أجيال كاملة من المسلمين وأشار لذلك من خلال ذكره لأرقام ثلاث صفحات في الظلال هي (٢١٧/ ٢٨١/ ٥٨٤) ص ٨٦.
والذي يراجع كلام قطب في هذه المواقع وغيرها يجد الأمر مختلفًا تمامًا.
فالكاتب يريد أن نعتقد أن سيدًا يحمّل القرآن مسؤولية انحراف أجيال كاملة من المسلمين، حتى يقنعنا عندما يقول إن الظلال هو المسؤول عن حالات التطرف الإسلامية التي ظهرت في مصر وغيرها.