للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنزلهما ليعلما الناس السحر، كي يفرق بينه وبين المعجزة، وهذا القول ذكره الإمام الرازي في تفسيره، ونقله عنه المفسرون بعده، ولعل من المفيد أن نقتطف من تفسير الشيخ، ما له تعلق في هذا الموضوع:

(مقصود القرآن الكريم، أن الأمم حين تتدهور في الهاوية، ترجع عقولها القهقرى وتأخذ في الدين إلى الوراء، وتتبع ما تملي عليهم الشياطين من الأنس والجن، فيكون الأستاذ هو الوسواس، والدجال هو الفقيه، ويذرون العلم والدين والأنبياء) (١).

ويضرب مثالًا لطيفًا لتعليم الملكين السحر للناس حيث يقول: (نزلا في صورة رجلين، ليعلما الناس السحر، تفريقًا بينه وبين المعجزة، كما يتعلم رجال الجيش اليوم المواد الخانقة والمعمية وغيرها، ويؤمرون بكتمها دفاعًا عن حريتهم وعظمة دولهم، ولا يطلع عليها عامة الشعب، وهكذا المواد السمية يتعلمها الأطباء، ولكن يحرم عليهم استعمالها، أو إعطاؤها لأحد من الناس إلا في أحوال خاصة، وهؤلاء كذلك، حتى إذا جاء ساحر وادعى النبوة، عارضوه وكذبوه، وقد ظهر هذا بأجلى مظاهره في التنويم المغناطيسي في عصرنا، حتى إن الأمم الغربية حرمت العمل به إلا في الأعمال الجراحية، فإنهم رأوا أن الاستهواء وأخذ الألباب قد كثر في ديارهم) (٢).

[هـ - رأيه في يأجوج ومأجوج]

وفي قصة يأجوج ومأجوج، يقسم الشيخ الدراسة عنهم إلى خمسة مباحث:

الأول: في معنى لفظ يأجوج ومأجوج وأصلهم وجغرافية بلادهم، وينتهي من التحقيق إلى أنهم المغول والتتر، وبلادهم من التبت والصين إلى المتجمد


(١) الجواهر جـ ١ ص ١٠١.
(٢) الجواهر جـ ١ ص ١٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>