منزهين ساحة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، من كل ما لم يقله ولم يفعله، معتذرين إليه من أن يسند إليه ما هو منه بريء ولا حول ولا قوة إلا بالله.
[أ- المعجزات بين يدي الإسراء]
وقبل هذه المعجزات يذكر الشيخ، أن أم هانئ فقدت الرسول الكريم من بيتها، فأخبرت بني المطلب، فتفرقوا للبحث عنه، ووصل العباس إلى ذي طوى وهو يقول: يا محمد يا محمد. وأول المعجزات التي يذكرها بأن أرسل الله من الملائكة جبريل وميكائيل وإسرافيل، نزلوا على الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فأيقظه جبريل وقال له: قم إن ربك بعثني إليك وأمرني أن آتيه بك ... فتكلم ربك وتنظر إليه. ثم شق صدره، وهذه هي المرة الثالثة لشق الصدر، فالأولى في صغره، والثانية عند بعثته، أما المعجزة الرابعة فهي خاتم النور الذي ختم به جبريل على قلبه وبين كتفيه.
[ب- المعجزات في أثناء الإسراء]
وأما الخامسة فهي صفة البراق فخده خد إنسان، وقوائمه قوائم بعير، وعُرفه عُرف فرس، لا ذكر ولا أنثى، فهو حقيقة أخرى كالملائكة فإنهم خارجون عن فحوى قوله تعالى:{وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ}[الذاريات: ٤٩] أما المعجزة السابعة، فإنه رأى عفريتًا في طريقه يطلبه بشعلة من نار فعلّمه جبريل كلمات يدعو بها، فخرّ العفريت صريعًا وانطفأت شعلته، وفي المعجزات التاسعة والعاشرة والحادية عشرة والثانية عشر يرى داعيًا يدعوه عن يمينه، وآخر عن يساره وامرأة حاسرة عن ذراعيها وعجوزًا كل يدعو الرسول ليلتفت إليه، ويعرض عنهم -صلى الله عليه وسلم-، ويبين له جبريل أن هؤلاء هم داعي اليهود وداعي النصارى وداعي الدنيا ... إلخ، ولو أجبتهم لتهودت أمتك أو تنصرت أو مالت إلى الدنيا -وكأنها لم تمل بعد! ! - وعند كلامه عن المعجزة الثالثة عشرة يقول: "قالوا اتق حروف الشوك أي الكلمات المبدوءة بالواو، كالوكالة والوصاية والولاية والوزارة والوديعة والكلمات المبدوءة بالشين كالشر والشره والشبع والشركة، والكلمات المبدوءة بالكاف كالكيد والكفر