مرصد ولسون فيه خمسين ألف نجم، كل نجم في كثير منها يفوق شمسنا ألوفًا من المرات لمعانًا وإشراقًا. وسبق أن قاس الفلكي شبلي، أبعاد تسعة وستين عنقودًا من هذه العناقيد الكروية، فوجد أن أبعادها يتفاوت بين ٢٣ ألف سنة من سني النور، وعشرين ومائتي ألف سنة. وإذا كان النور يقطع في الثانية ١٨٦٠٠٠ ميل، فكم تبلغ هذه الأبعاد؟ !
ثم قال سبحانه {وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (٤٧)}: وإنا لقادرون على هذا البناء السماوي العظيم، لا نجد فيه شيئًا من عناء، فسبحان من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء".
[٤. بيانه للقيم الدينية والاجتماعية والخلقية]
ولا يفوت المفسر بعد بيان الروعة الأدبية والنسق الفني والإشارات العلمية، أن يذكر ما يؤخذ من هذه الآيات من الأحكام والقيم الدينية والاجتماعية والخلقية. فمثلًا بعد أن فسر قوله تعالى:{وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ}[لقمان: ١٢]، إلى آخر وصية لقمان يذكر عنوانًا خاصًّا:(الأحكام والقيم)، يبين فيه ما يؤخذ من الآيات بيانًا مجملًا غير تارك شاردة ولا واردة - " ... تتبع موعظة لقمان ابنه، ألا يشرك بالله، تبيانها علم الله اللطيف الخبير، مع مثل دقيق شامل، وذلك يكون بناء عقيدة ابنه قويًّا راسخًا عميقًا لا ظاهريًا فحسب. وتتبع ذلك أيضًا، الأمر بإقامة الصلاة إذ ينبغي أن تثمر العقيدة العبادة. والأمر بالمعروف والنهي عن النكر، فهما ملاك سلامة الأفراد والمجتمعات مما يتهددهما من آفات .. والتواضع دون إعراض عن الناس ولايته عليهم، فإن ذلك من الأدب الاجتماعي الواجب، فالله سبحانه لا يحب كل من ساء أدبه، فتبختر في مشيه فخورًا على الناس ... تعلم الآيات المؤمنين العقيدة والعبادة والدعوة، وبعض الآداب الضرورية بأسلوب قوي حكيم".
[٣ - المفسر وآيات التشريع]
يتناول المفسر آيات التشريع تناولًا سهلًا، لا أثر فيه للتعقيد والغموض، ولا الخلاف المذهبي، في أكثر الأحيان، مبينًا مقاصد التشريع، محاولًا عقد مقارنات بين