الإسلام هو مطلوب كل روح ومرمى كل قابلية، وأنشودة كل استعداد، ومطمأن كل إحساس، ومنتهى كل عقل، ، لذلك نجد أن الناس على أصنافهم (الجاهل والعالم والمتوسط بينهما) يجدون في الإسلام سلطة على نفوسهم وأرواحهم.
ثم أورد صورة موجزة من الآثار التي تحدثها عقيدة وجود الخالق على عواطف الإنسان لمعرفة كنه تسلطها عليها جميعا تمهيدًا للحديث عن الأدب الذي تهبه عقيدة التوحيد والتنزيه لنفس الإنسان.
وتحدث عن مفهوم التوحيد ومعنى التنزيه، وأن لهاتين العقيدتين أثرًا على نفس معتقدهما من جهة التأديب النفساني، والموحدون يشعرون بعاطفة الاستقلال والحرية، بحكم عقيدتهم، فلا رازق إلا الله ولا نافع ولا ضار إلا الله، قال في هذا المعنى: تخيل أمة يكثر في آحادها الموحدون الصادقون، ثم انظر كيف تعدم فيها تانك السلطتان الضارتان، سلطة الملوك المطلقتين، وسلطة الرؤساء الدينيين، وما نشأ عن التوحيد من عواطف أخرى، فمما لا يستقل باستيفائه كتاب، فعقيدة التوحيد تهب على الروح الإنسانية بأدب إلهي لا يقتصر على تأدية الإنسان لأرقى مظاهر الكمال الدنيوي فقط، بل يؤديه لأسمى منصات الرقي الروحاني أيضًا.
[الرقي المادي والشكوك في الدين]
ما هذا التلازم بين الرقي المادي والشكوك في الدين؟ (ملاحظة: لا يعني بالرقي المادي والكمالات الصورية تلوين الأواني وتزويق الألبسة وإقامة المراقص والملاعب، وإنما المتاع بالمزايا العظيمة التي خلقها الله في الطبيعة، وتحسين الحياة الجسدية بما لا يفتن العقل والنفس).
حتى يجيب على هذا السؤال، بيّن أن الناس أمام هذه العقيدة على أصناف:
١ - معتقد بها، مصدق لها بالبرهان، وعامل بما يقتضيه.