للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قال مُعِدُّه للشاملة: لم يكتب المؤلف (د فضل عباس) رحمه الله، هذا الفصل، ولم يقرأه، كما هو مبين في المقدمة جـ٣/ ٥]

يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ .... } [غافر: ٧] يصرح بأن العرش شيء يحمل، فالذي يفسر العرش على أنه كناية عن الملك والسلطان، كيف يصنع بقوله تعالى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [الحاقة: ١٧] والملك لا يحمل.

ولم يكن الخطيب مستقرًا على رأي واحد في مسألة الاستواء، فأحيانًا يتبع عقيدة السلف في الاستواء، وأحيانًا يصرح بما يفهم منه أنه يؤيد رأي المعتزلة، ثم يذهب إلى أنه يرتضي من بين هذه الآراء برأي السلف، ثم يذهب إلى تقرير رأي الإمام مالك في الاستواء مثبتًا الصفة دون تعطيل أو تأويل (١).

[موقفه من الرؤية]

ينكر الخطيب رؤية الله عز وجل، وينتقد الخوض في هذه القضية، ويميل مع الرأي الذي يقول: إن النظر المقصود به هو النظر إلى رحمة الله، والطمع في رضوانه، والتعلق بالرجاء فيه في ذلك، وهو في تأويله هذا يسير مع مذهب المعتزلة الذين ينكرون الرؤية في الدنيا وفي الآخرة (٢).

[تصوره ليوم القيامة]

يرى الخطيب أن الانقلاب الشامل الذي يحدث يوم القيامة لا يقع على الموجودات من أرض وجبال وبحار وسماء ونجوم وشموس وأقمار، وإنما يحدث هذا الانقلاب في الإنسان نفسه، حيث تتغير طبيعته بعد البعث، ويصبح له من القوى في حواسه أضعاف أضعاف ما كان له في حياته.

وهذا الكلام خطير وغير مقبول؛ لأنه يصادم ويناقض بعض النصوص التي تصرح بخراب هذا الكون، وتصرح كذلك بأن الإنسان يبعث بجسده (٣).


(١) منهج التفسير القرآني للقرآن، ص ٧٧ - ٨١.
(٢) منهج التفسير القرآني للقرآن، ص ٨٦ - ٨٧.
(٣) منهج التفسير القرآني للقرآن، ص ٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>