ثم كيف لم يسمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- والمسلمون ذلك؟ كنا نود من الشيخ المفسر أن يمحص هذه الروايات، وكنا نريد منه أن يكون متصوفًا تسري فيه روحانية القرآن، التي تأثر بها المشركون فسجدوا. وكنا نريد من الشيخ محبًا للرسول -صلى الله عليه وسلم-، أن يدرك قدسية الرسول -صلى الله عليه وسلم- التي لا يمكن للشيطان أن يحوم حولها حتى في الرؤيا.
٧ - إيراده للخرافات وجهله بالسنّة:
وعند كلامه عن قصة خلق آدم -عليه السلام-، في سورة البقرة يأتي بالعجيب العجاب. يقول:"فقال عز وجل: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً}[البقرة: ٣٠]، بدلًا منكم، ورافعكم إليّ. وذلك لما ظهر الفساد والإفساد من الجن، بعضهم على بعض حينما كانوا يسكنونها وعاثوا فيها فسادًا، يقتل بعضهم بعضًا، بعث الله فريقًا من الملائكة وعلى رأسهم إبليس، الذي لجأ إلى الله بذلك متبرئًا من بغيهم وطغيان بعضهم على بعض وقد ظاهر بالصلاح والإصلاح فطرد الجن إلى الجزائر والبحار والجبال والشعاب، وأهلكوا. ثم حل محلهم ذرية إبليس لأنه أبو الجن الثاني ... ثم إن الله تعالى أعطى إبليس ملك الأرض وسماء الدنيا وخزانة الجنة ... وبعث الله جبريل -عليه السلام- إلى الأرض، ليقبض قبضة من أنواعها ويأتيه بها ليكون الخلق منها كلها، فلما أراد أن يأخذ منها، قالت: أعوذ بعزة الله منك، فترك ورجع ... ثم أرسل عزرائيل فاستعاذت منه فقال لها: إني أعوذ بعزته أن أعصي له أمرًا فقبض من عذبها ومالحها .... ثم قال الله له وعزتي وجلالي لأخلقن خلقًا أسلطنك على قبض أرواحهم لقلة رحمتك" ثم بعد أن سوى آدم من طين وأمر الروح بالدخول فيه يقول المؤلف: "فقالت الروح يا رب كيف أدخل؟ فقال: كرهًا تدخلين وستخرجين منه كرهًا، فدخلت يافوخه، فلما وصلت منخريه عطس، فعندما وصلت لسانه قال الحمد لله رب العالمين. فقال الله: رحمك الله ربك، لهذا خلقتك. وقد صارت سنّة في الخلق على كل من يعطس، وعلى كل من يسمعه التشميت بقوله: يرحمك الله ويرد عليه: يرحمنا ويرحمكم الله". ثم يستمر في سرد القصة أثناء تفسيره للآيات، فيحدثنا