٥ - وقد أوضح المؤلف أخيرًا موقف قطب في ظلاله من الجهتين اللتين ذكرهما عند تأليفه للظلال ولخص بذلك منطلقات الظلال في تفسير القرآن:
أ- فقد استفاد بما سبق أن كتبه بنفسه، ورجع إلى مؤلفات أخيه محمد وأحد معاصريه: عبد القادر عودة .. (ص ٥٦).
ب- تجنب قطب الاعتماد على كتب التفسير المعاصرة التي تميزت بالتقليدية، مثل تفسير طنطاوي، والقاسمي ... (ص ٥٦).
ج- ولكنه نقل عن رجال التفسير الكبار الأوائل: الطبري والحسن البصري وابن كثير والزمخشري والرازي (ص ٥٧). فيذكر المؤلف هنا أن قطب قد تأثر بتفسير الترمذي، كما وإنه نقل عن ابن إسحاق وعده مفسرًا، وإن كان قد نقل عنه بعض أحداث السيرة، وهذا تخليط لا يمت إلى العلم بصلة دقيقة بالتراث الإسلامي، وإنهم يتجاهلون ذلك.
د- إن قطب قد رفض بصورة قاطعة المنطق الجدلي (لرجال التفسير)، وما قال به (رجال علم الكلام)(ص ٥٨).
هـ- رفض أيضًا أفكار الفلاسفة الإغريقيين القدماء والغربيين المعاصرين (ص ٥٨).
و- وقطب لا يقبل فهم وتفسير القرآن إلا بالقرآن ذاته (ص ٦٠).
ز- وإن الظلال قد ركز على (القرآن المكي) وإن التمييز بينه وبين (القرآن المدني) يعد أحد المحاور الرئيسة عنده (ص ٦٠).
[المبحث الثاني: فعل القرآن (ص ٦٢).]
يظهر أن المؤلف عقد هذا الفصل ليظهر من خلاله وجه إعجاز القرآن كما يراه سيد قطب، وإن لم يذكر المؤلف ذلك.
* وهو يركز على أن الوجه الذي يراه سيد في ذلك أبعد من إعجاز نظم القرآن ومعانيه، ومع ذلك لم ينص المؤلف على هذا الوجه الذي يرتئيه سيد، وقد ظهر