للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونراه يلزمهم الحجة بقوله تعالى: {قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (١٦)} [يونس: ١٦].

ومن الطريف ما ذهب إليه المؤلف ليدلل على رأيه، وهو أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كما جاء في صحيح البخاري - ذهب إلى ورقة بن نوفل الذي كان قد تنصّر في الجاهلية، حينما أخذته إليه السيدة خديجة -رضي الله عنها -، بعد نزول الوحي، ونستغرب هذا الاستنتاج من المؤلف! ! فذهاب الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان أول البعثة، والسيدة خديجة -رضي الله عنها - هي التي أشارت عليه من أجل طمأنينتها على الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

٣ - ومما يستدل به المؤلف أن البيئة الاجتماعية بما فيها من أحداث ومعلومات، كان لها أثر ظاهر في معرفة الرسول الكريم، بما كان منتشرًا ومعروفًا بين هؤلاء الناس؟ يقول: "هذا هو المعقول الذي لا يصح في العقل غيره" (١)، ونحن ننكر أصلًا أن هذه البيئة الاجتماعية، كان لها معرفة بالقصص كما ذكرها القرآن.

النصوص الصريحة تشكُل على المؤلف وتحيِّره:

ولقد شعر المؤلف، بأن هناك آيات في القرآن تناقض ما ذهب إليه، كقوله تعالى: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ} [آل عمران: ٤٤]، وقوله تعالى: {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا} [هود: ٤٩]، وقوله تعالى: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (١٠٢)} [يوسف: ١٠٢]. ومع صراحة هذه الآيات، نجد الأستاذ - رحمه الله - يقول حرفيًا: "إن في الآيات الثلاث المذكورة إشكالًا يدعو إلى الحيرة، ولا يستطاع النفوذ إلى الحكمة الربانية فيه نفوذًا تامًّا، وليس من مناص إزاء الواقع ومداه من أن قصص نوح ويوسف ومريم من


(١) القرآن المجيد، ص ١٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>