ومن الطريف ما ذهب إليه المؤلف ليدلل على رأيه، وهو أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كما جاء في صحيح البخاري - ذهب إلى ورقة بن نوفل الذي كان قد تنصّر في الجاهلية، حينما أخذته إليه السيدة خديجة -رضي الله عنها -، بعد نزول الوحي، ونستغرب هذا الاستنتاج من المؤلف! ! فذهاب الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان أول البعثة، والسيدة خديجة -رضي الله عنها - هي التي أشارت عليه من أجل طمأنينتها على الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
٣ - ومما يستدل به المؤلف أن البيئة الاجتماعية بما فيها من أحداث ومعلومات، كان لها أثر ظاهر في معرفة الرسول الكريم، بما كان منتشرًا ومعروفًا بين هؤلاء الناس؟ يقول:"هذا هو المعقول الذي لا يصح في العقل غيره"(١)، ونحن ننكر أصلًا أن هذه البيئة الاجتماعية، كان لها معرفة بالقصص كما ذكرها القرآن.
النصوص الصريحة تشكُل على المؤلف وتحيِّره:
ولقد شعر المؤلف، بأن هناك آيات في القرآن تناقض ما ذهب إليه، كقوله تعالى:{ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ}[آل عمران: ٤٤]، وقوله تعالى:{تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا}[هود: ٤٩]، وقوله تعالى: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (١٠٢)} [يوسف: ١٠٢]. ومع صراحة هذه الآيات، نجد الأستاذ - رحمه الله - يقول حرفيًا: "إن في الآيات الثلاث المذكورة إشكالًا يدعو إلى الحيرة، ولا يستطاع النفوذ إلى الحكمة الربانية فيه نفوذًا تامًّا، وليس من مناص إزاء الواقع ومداه من أن قصص نوح ويوسف ومريم من