للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكون جهازًا من أجهزة الكائن البشري يتلقى الوحي، ومنع أن يقع خلاف ما بين مفهوم العقل وما يجيء به الوحي، ولم يقف بالعقل عند أن يدرك ما يدركه ويسلم بما هو فوق إدراكه .. قال رحمه الله في رسالة التوحيد:

(فالوحي بالرسالة الإلهية أثر من آثار الله تعالى، والعقل الإنساني أثر أيضًا من آثار الله في الوجود وآثار الله يجب أن ينسجم بعضها مع بعض ولا يعارض بعضها بعضًا).

وهذا صحيح في عمومه ... ولكن يبقى أن الوحي والعقل ليسا ندَّين، فأحدهما أكبر من الآخر وأشمل وأحدهما جاء ليكون هو الأصل الذي يرجع إليه الآخر والميزان الذي يختبر الآخر عنده مقرراته ومفهوماته وتصوراته ويصحح به اختلالاته وانحرافاته، فبينهما ولا شك توافق وانسجام، ولكن على هذا الأساس لا على أساس أنهما ندّان متعادلان وكفءٌ أحدهما تماما للآخر، فضلًا على أن العقل المبرأ من النقص والهوى لا وجود له في دنيا الواقع، وإنما هو (مثال).

[تقويم التفسير]

وبعد تلك الجولة التي تفيأناها مع الظلال والتي استطعنا من خلالها أن نتعرف على أسلوب الرجل وآرائه في كتابه لا بد من أن نقف وقفة نذكر فيها بعض الملحوظات على التفسير لنعرف إسهامات المفسر في خدمة القرآن الكريم وإفادته المكتبة الإسلامية.

[١ - خصائص عامة في الظلال]

أولًا: إن أول ما يبدو للقارئ أن التفسير لم يعن صاحبه كثيرًا بالتحليل اللفظي كما عودتنا كتب التفسير الكثيرة، ويكاد يكون فريدًا في هذه الطريقة وهذه الطريقة وإن كانت تفيد في إدراك مرامي القرآن ومقاصده، فإنها لا تغني عند كثير من الناس عن تحليل اللفظ، والوقوف عند بعض التراكيب، وربما يشفع للمفسر أنه أراد أن ينقل القارئ إلى ظلال القرآن دون الوقوف عند المصطلحات اللفظية، هذا من

<<  <  ج: ص:  >  >>