ويرى أن سيدًا يخالف المفسرين في كثير من تقريراتهم حول هذا الأمر، وأنه يعتمد في تقرير ذلك على سياق السورة وموضوعها وأسلوبها ... (ص ٧٠).
والحقيقة أن هناك خلافًا بين العلماء في مثل هذه القضايا، وليس سيد بدعًا فيما ذهب إليه في اجتهاداته بهذا الصدد.
[المبحث الثالث: الظروف الاجتماعية في مكة والمدينة]
* تحدث المؤلف في هذا المبحث عما يراه أنه الأمر الأساسي في منهج سيد ذلك هو (التركيز على (القرآن المكي) وتمييزه (ص ٧٢).
ودلل على ذلك بسعة حجم مقدمة سورة الأنعام، ولما تحدث عن هذا التركيز الذي يقصده جاء -في الحقيقة- بالأمور المتعلقة بسورة البقرة، وقضايا المجتمع التي عالجتها، وهذه سورة مدنية وليست مكية.
والمؤلف يدعي أن سيدًا قد طبق أسلوب (التفسير الحركي) على الآيات المدنية بصفة خاصة (ص ٧٣).
وهذا فضلًا على أنه يخالف ما قرره سابقًا فهو غير صحيح.
* وفي هذا المبحث تتبع المؤلف حديث سيد عن المجتمع المدني وحالته وظروفه ونشأته وعلاقته مع نفسه ومع الرسول ومع اليهود ... وهذه من الأمور التي ليست لها علاقة بتوضيح معالم منهج سيد الذي أراد بيانه .. وهي قد تنسجم مع القسم الآخر المتعلق ببيان بعض الموضوعات التي ناقشها الظلال.
* واللافت للانتباه ما قرره المؤلف أخيرًا حيث يقول:( ... هذه الرؤية كان يتجاوز فيها -إذا اقتضت الظروف- (المستندات التاريخية) التي يعتبرها صحيحة في ظروف معينة وغير صالحة في ظروف أخرى.
وإنه من الصعب جدًّا حقًّا أن يكون الإنسان ذا إيمان وعقيدة قوية، وفي ذات الوقت يكون مؤرخًا لعقيدته ولمؤسساتها الدينية) ص ٨٤.