إن الظلال يحتاج إلى دراسة واعية عميقة، ولقد كانت المكتبة الإسلامية في أمسّ الحاجة لتتفيأ ظلال القرآن الوارفة، ولقد كان الظلال بحق مدرسة واضحة المعالم جديدة في طرازها جامعة لشعاب الثقافة الإسلامية غير متأثرة بصبغة خاصة أو نزعة من النزعات للعقل فيها مرتعه وللوجدان فيها غذاؤه ونماؤه، وللروح فيها حياتها وانطلاقها، وأخيرًا فإنه الظلال يتفيؤه هؤلاء الذين يتحركون بالإسلام عقيدة ومنهج وحياة، وهو بحق في حاجة إلى أكثر من هذا (١) ولا غرابة في ذلك فإنه ظلال القرآن، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
[الجانب الثاني]
[* المتحدثون عن الظلال وصاحبه: -]
لقد هيأ الله تعالى لسيد من يدافع عنه وينافح عن مواقفه، ويدفع عنه كل شبهة، ويعتذر له عن أخطائه التي قد وقع فيها -وما أقلها- موضحًا مراده ومقصوده في بعض عباراته التي توهم معنى غير مقبول، والتي طار بها بعضهم فرحًا، وجعلها دليلًا على رأيه في انحراف سيد في فكره وعقيدته ...
ولما لم يكن هدفنا في هذا الكتاب الحديث عن سيد وفكره وحياته إلا بقدر ما يتصل بالحديث عن الظلال، فإننا لن نعرض لكثير من الشبهات التي أثيرت حول سيد وفكره.
ولقد وفق الله تعالى كثيرًا من المنصفين، للتأليف والكتابة حول سيد قطب وحياته، ومناقشة كثير مما وجه إليه ..
وليس غريبًا أن يصل عدد المؤلفات التي تحدثت عن سيد، سواء أكانت في نقد
(١) قلنا هذا الكلام قبل ما يزيد عن ثلث قرن، ولا زلنا نكرره ونقوله ونؤكد أنه على الرغم مما لقيه الظلال من اهتمام عند الكثير من الدارسين، إلا أنها تبقى لراسات وصفية حول الظلال ويبقى الظلال محتاجًا إلى خدمة تقربه وتسهل على الكثيرين قراءته والإفادة منه.