للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نقل رأيًا نسبه للإمام الطبري في قوله تعالى: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ} [الأنعام: ٣].

بأن الوقف تام على قوله: {فِي السَّمَاوَاتِ} وأن قوله: {وَفِي الْأَرْضِ} يتعلق بما بعده، أي: يعلم سركم وجهركم في الأرض ... وهذا الوقف ذكره في الآية نقلًا عن الإمام القرطبي منسوبًا لابن جرير الطبري (١).

وعند الرجوع إلى "جامع البيان" لشيخ المفسرين الطبري لم نقف على هذا الوجه، ولذلك ما كان للشيخ أن ينسب هذا القول إلى الطبري نقلًا عن تفسير القرطبي، وتفسير الطبري مطبوع متداول، ولكن يظهر أن الشيخ أعجبه هذا الرأي لاعتبارات عقدية، مع أن هذا المنهج غير مقبول من العلماء أمثاله.

[سادسا: تفسيره للآيات العلمية من خلال مشاهداته]

يلاحظ عليه أحيانًا أنه قد يفسر الآيات العلمية بناءً على مشاهداته في رحلاته، كما فعل عند قوله تعالى: {هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ} [الفرقان: ٥٣] حيث فسّر ذلك بما شاهده في مدينة سان لويس عام ١٣٦٦ هـ (٢).

[سابعا: قلة عنايته بالقضايا البيانية]

مع عناية الشيخ -رحمه الله- بالقضايا اللغوية والنحوية والصرفية إلا أنه لا يُعنى بالقضايا البيانية، ويلاحظ عليه أنه وإن أنكر المجاز في كتاب الله وخصّه بكتاب لذلك، إلا أنه يعلل القضايا البلاغية بقضايا نحوية أحيانًا في تفسيره.

فمثلًا عند قوله تعالى: {فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ} [طه: ٤٧]، و {إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالمِينَ (١٦)} [الشعراء: ١٦] يعلل التثنية في (طه) والإفراد في (الشعراء) نظرًا لأن أصل


(١) المصدر السابق، ١/ ٤٧١.
(٢) المصدر السابق، ٦/ ٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>