للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن تيمية: "قولهم أنزلت هذه الآية في كذا، يراد به تارة سبب النزول، ويراد به تارة أن ذلك داخل في الآية وإن لم يكن السبب، كما نقول عنى بهذه الآية كذا" (١).

وقال الزركشي: "قد عرف من عادة الصحابة والتابعين أن أحدهم إذا قال: نزلت هذه الآية في كذا، فإنه يريد بذلك أنَّها تتضمن هذا الحكم، لا أن هذا كان السبب في نزولها ... ، فهو من جنس الاستدلال على الحكم بالآية، لا من جنس النقل إذا وقع" (٢).

وهذا يصدق أيضًا على ما أورده المؤلف، بخصوص قوله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [الأنفال: ٢٥]، حيث جزم بأن الروايات متناقضة غير معقولة.

[ثغرات حذر منها العلماء]

وأما في روايات التفسير، وهي الثغرة الثانية عنده، فإنه يأتينا بحشد من الروايات التي نبه العلماء إلى زيفها وكذب روايتها، والتي نقل أكثرها الخازن في تفسيره عن الكلبي ومن شابهه (٣). ولا أود أن أستطرد في الأمثلة التي ذكرها لأن ذلك عمل لا طائل تحته (٤).


(١) مقدمة التفسير لابن تيمية.
(٢) البرهان، ج ١، ص ٣٢ طبعة عيسى الحلبي.
(٣) وهو التفسير الذي يرجع إليه المؤلف كثيرًا، بل ويحيل القراء عليه عند تفسيره لأكثر الآيات.
(٤) وذلك مثل تفسير نون بأنها السمكة التي تحمل الأرضين على أرضها، وهي في الماء وتحتها الثور، وتحت الثور صخرة وتحث الصخرة الثري ... إلخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>