للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ملاحظاتي على التفسير ما له وما عليه، يحسن أن أورد بعض النماذج من تفسيره، تتضح منها طريقته وأسلوبه.

[نماذج من تفسيره]

١ - يقول في تفسيره لآية الكرسي من سورة البقرة (١):

(الله هو المعبود بحق، والعبادة استعباد الروح وإخضاعها لسلطة غيبية، لا تحيط بها علمًا ولا تدرك كنهها وحقيقتها، وكل ما ألهه البشر من جماد ونبات وحيوان وإنسان، فقد اعتقدوا فيه هذا السلطان الغيبي استقلالًا أو تبعًا لسواه، والحي هو ذو الحياة، والحياة هي مبدأ الشعور والإدراك والحركة والنمو، وهي بهذا المعنى يتنزه عنها الله سبحانه، فالمراد بها بالنسبة إليه تعالى، الوصف الذي يعقل معه الاتصاف بالعلم والإرادة والقدرة، والقيوم القائم على خلقه بتدبير آجالهم وأعمالهم وأرزاقهم، كما قال تعالى: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} [الرعد: ٣٣] والأخذ - الغلبة والاستيلاء.

والسِنة النعاس، وهو فتور يسبق النوم، قال عدي بن الرقاع:

وسنان أقصده النعاس فرنقت ... في عينه سِنَة وليس بنائم

والنوم -حال تعرض للحيوان، بها تقف الحواس الظاهرة عن الإحساس والشعور، والكرسي -هو العلم الإلهي، وآده الشيء يئوده- إذا أثقله ولحقه منه مشقة، والعلي هو المتعالي عن الأشباه والأنداد، والعظيم هو الكبير الذي لا شيء أعظم منه.

[المعنى الجملي]

أمرنا سبحانه قبل هذا بالإنفاق في سبيله، قبل أن يأتي اليوم الذي لا تنفع فيه


(١) تفسير المراغي جـ ٣ ص ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>