للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٢ - المستغربون وشبهاتهم]

لقد شهدنا أقلام من يسمون كبار الكتاب، تعرض لهذا القرآن، فهذا هو الدكتور طه حسين يوجه المطاعن لأسلوب القرآن، وهذا فريد وجدي يزعم أن معجزات القرآن من قبيل المتشابه، وأخيرًا هذا الدكتور محمد خلف الله يصدر كتابه (الفن القصصي في القرآن) بإشراف الشيخ أمين الخولي، فيتهم القرآن والأنبياء عليهم السلام، والصحابة رضوان الله عليهم. يتهم القرآن برواية الأساطير، والأنبياء عليهم السلام يجعلهم أبطال روايات غرامية، وأما الصحابة فيرميهم بالجهل. كل هذا في حقبة زمنية متقاربة. ولكن ترى هل نال ذلك شيئًا من قدسية القرآن؟ ولا وألف لا.

لقد ابتلي المسلمون بهؤلاء النفر الذين تتلمذوا على يد الغربيين، فانسلخوا من أمتهم، وتنكروا لحضارتهم، وفقدوا مقومات وجودهم، وبهرتهم حضارة الغرب ومدنيته، فأصبحوا يرددون مزاعم أساتذتهم من المستشرقين عن الإسلام وكتابه الكريم.

فهذا الدكتور طه حسين، يخرج كتابه (في الشعر الجاهلي)، مرددًا فيه أقوال المستشرقين، وبخاصة اليهود، أمثال (جولد زيهر)، و (مرجليوث) وأقوال المبشرين أمثال (سيل) الإنجليزي. ولا يكتفي الدكتور بإنكاره لبعض ما جاء في القرآن مثل قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام وبناء الكعبة، بل يتجاوز ذلك إلى الطعن في أسلوب القرآن مكيه ومدنيه. وقد قيض الله كثيرًا من العلماء والباحثين، فردوا أباطيله وفندوا مفترياته، أمثال العالم الفاضل الشيخ محمد عرفه رحمه الله وجزاه خير الجزاء (١).

وجاء بعد طه حسين، فريد وجدي الذي زعم أن معجزات الأنبياء في القرآن إنما هي من قبيل المتشابه، وقد انبرى له صاحب المنار وغيره من العلماء (٢) فردوا عاديته عن هذا الدين القويم جزاهم الله خيرًا.


(١) الأستاذ محمد أحمد الغمراوي، والأستاذ مصطفى صادق الرافعي وغيرهم.
(٢) تراجع مجلة الفتح المجلد العاشر فما بعده.

<<  <  ج: ص:  >  >>