للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو نحوه (١).

وعند قوله تعالى: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى} [المؤمنون: ] ٤٤، قال: تترى متواترين أي متتابعين واحد إثر واحد مع فصل ومهلة، مصدر كدَعْوى، وألفه للتأنيث، وأصله وَتْرَى فقلبت الواو تاء، من المواترة وهي التتابع مع تراخٍ وفترة. وهو منصوب على الحال من رسلنا (٢).

هذه بعض المسائل اللغوية وما أكثرها في تفسير الشيخ.

[٤ - استشهاده بالأحاديث النبوية]

إن بعض المفسرين وبخاصة المحدثين، يندر أن يجد القارئ في تفاسيرهم، حديثا واحدًا، وهذا لعمرُ الحق من أعظم عيوب من يتصدى لتفسير كتاب الله الكريم ذلك لأن السنة هي المبينة للكتاب، المفصلة لما فيه من إجمال، ولكن مفسرنا لم يكن من هؤلاء ولله الحمد، بل رأيناه يتوج تفسيره، على ما فيه من إيجاز، بكثير من الأحاديث من ذلك مثلًا، استشهاده في قوله تعالى {وَقَالوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَه} [البقرة: ١١٦] من سورة البقرة، بحديث رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام (لا أحدَ أصبرُ على أذىً سمعه من الله، إنهم يجعلون له ولدًا وهو يرزقهم ويكافئهم).

وكذلك عند تفسير قوله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [الأنفال: ٢٥] (٣) من سورة الأنفال، يورد قول الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- (إذا ظهر السوء في الأرض أنزل الله بأهل الأرض بأسه). فقالت: عائشة رضي الله عنها: (وفيهم أهل طاعة الله؟ ) قال: (نعم ثم يصيرون إلى رحمة الله).


(١) (١/ ٤٢٤).
(٢) (٢/ ٦٦).
(٣) جـ ١ ص ٢٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>