للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فما عليه إلا تبليغ الدعوة، ونصرة الحق بالحق. والهداية والدلالة، إلى دين الله، وصراطه المستقيم.

خاطبه بهذا ليؤكد لخلقه ما أمرهم به، من قول التي هي أحسن للموافق والمخالف.

فلا يحملنّهم بغض الكفر والمعصية على السوء في القول لأهلهما؟ فإنما عليهم تبليغ الحق كما بلغه نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم.

ولن يكن أحد أحرص منه على تبليغه، فحسبهم أن يكونوا على سنته وهديه.

أحيانا الله عليهما، وأماتنا عليهما، وحشرنا في زمرة أهلهما. آمين (١).

[٣ - الطور الأخير لكل أمة وعاقبته]

{وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا} [الإسراء: ٥٨].

تمهيد:

[أطوار الأمم]

الأمم كالأفراد، تمر عليها ثلاثة أطور: طور الشباب، وطور الكهولة، وطور الهرم.

فيشمل الطور الأول.

نشأتها إلى استجماعها قوتها ونشاطها، مستعدة للكفاح والتقدم في ميدان الحياة.

ويشمل الطور الثاني.

ابتداء أخذها في التقدم والانتشار، وسعة النفوذ، وقوة السلطان إلى استكمالها قوتها، وبلوغها غاية ما كان لها أن تبلغه من ذلك، ، بما كان فيها من مواهب، وما كان لها من استعداد، وما لديها من أسباب.


(١) تفسير ابن باديس (١٧١ - ١٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>