التفسير بالرأي، أمر لا بد منه إذا استوفى شروطه، وخلاصتها:
١ - أن لا يصدر المفسر في تفسيره عن هوىً في نفسه فينزل التفسير على مذهبه وعقيدته.
٢ - أن لا يتعارض هذا التفسير مع اللغة، فإن اللغة هي الأساس قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٢)} [يوسف: ٢].
٣ - أن لا يتعارض التفسير مع سياق الآيات الكريمة.
٤ - أن لا يخالف ما صح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
هذه هي دعائم التفسير، وأعمدته: المأثور واللغة والسياق، ولا بد من أن نتحدث عن هذه الدعائم الثلاث.
[الدعامة الأولى: المأثور]
أما المأثور، ونعني به ما صح عن سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإنه لا يجوز أن نفسر القرآن بما يناقضه، وهذا النوع من التفسير، مع ما له من قدسية وعظيم شرف ومنزلة، فإنه قليل نادر، نعم إن كان التفسير بما لا يتعارض مع المأثور فإنه يمكن قبوله، ففي قول الله تعالى. {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}[الأنفال: ٦٥] ثبت عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - تفسير القوة بالرمي:"ألا إن القوة الرمي" فيمكن أن يتوسع في مفهوم الرمي ليشمل ما يتطلبه الجهاد والحرب.
أما إذا كان التفسير يتناقض مع ما صح من المأثور، فإنه لا يمكن قبوله، مثال ذلك قوله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (١٠)} [الدخان: ١٠] فقد ورد في تفسيرها أن الدخان هو ما أصاب أهل مكة من الغمّ والجهد والضنك حينما دعا عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قوله "اللهم سنين كسنين يوسف"، فعن مسروق قال: دخلت على عبد الله فقال: إن من العلم أن تقول لما لا تعلم الله أعلم، إن الله قال