للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فنقول: (مُتُّ) بضم الميم. واللغة الثانية: أنها (مَوِتَ) بكسر الواو، أبدلت الواو ألفًا للقاعدة المعروفة السابقة ومضارعها: يماتُ (بالفتح) والمقرر في فن الصرف أن كل فعل ثلاثي أجوف إذا كان على وزن (فَعِلَ) بكسر العين، فإنه إذا أسند إلى تاء الفاعل أو نونه تسقط عينه بالاعتلال، وتنقل حركة عينه الساقطة بالاعتلال إلى الفاء فتكسر فاؤه فتقول: (مِتُّ) بكسر الميم" (١).

[ثانيا: موقفه من المبهمات]

وهي التي سكت عنها القرآن الكريم:

يتعرض لتفسير المبهمات أيضًا، مثل تعرضه لتفسير (الأيمن) و (الشجرة) في قوله تعالى: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَامُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالمِينَ (٣٠)} [القصص: ٣٠] (٢).

[ثالثا: الإسرائيليات]

يذكر الإسرائيليات أحيانًا ويتعقبها ويذكرها أحيانًا ولا يتعقبها. فمثلًا: عن قوله تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} [النحل: ٧٢] ذكر بعض قصص زواج الجن من الإنس، وتعقبها بأنه لا يصح منها شيء، إلا أنه أطال النفس في ذكرها، وفرّع عليها مسألة في اختلاف العلماء في جواز المناكحة بين بني آدم والجن، وذهب إلى عدم جواز ذلك (٣)، وهو محق فيما ذهب إليه.

وعند قوله تعالى: {فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ} [طه: ٣٩]، ذكر قصة أم موسى عليه السلام، وكيف وضعت وليدها في التابوت، ولم يعلق عليها (٤).


(١) المصدر السابق، ٣/ ٣٩٢ بتصرف.
(٢) المصدر السابق، ٣/ ٤٣٢ - ٤٣٣.
(٣) المصدر السابق، ٢/ ٤١٣ - ٤١٦.
(٤) المصدر السابق، ٤/ ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>