للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القصص المشهورة، إلا بتأويل هذه الآيات وتخريجها بما يزيل الإشكال ويتسق مع الواقع" (١).

والحق أنه لا إشكال ولا حيرة، ولا داعي لتأويل الآيات، وصرفها عن حقيقتها، فإن نظرة واحدة في الآيات، وأدنى تأمل لما قررته يدلان على ذلك. فآية آل عمران، وآية يوسف وضحتا الدلالة على أن هذا من أنباء الغيب أولًا، وعلى أن الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -، لم يكن له علم بهذا الغيب، لا اطلاع عليه، وآية هود تنفي بصراحة ووضوح صفة العلم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن قومه لتلك القصه. ولعل هذا هو السر في تقديم جملة {مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ} (٢).

[صحة القصص القرآني وعدم تناقضه]

بقي في القصص القرآني مسألتان يتساءل عنهما المؤلف:

أولاهما: هل ما احتواه القرآن من قصص، كانت صحيحة في جزئياتها؟

وثانيهما: ما في بعض القصص والأخبار من خلاف، كوصف عصا موسى بالثعبان تارة والحية تارة أخرى، وكتقتيل فرعون لبني إسرائيل قَبْلَ بعثة موسى في آية وبَعْدَها في آية أخرى.

ويجيب على الأولى بقوله: "نحن كمسلمين نقول إن كلّ ما احتواه القرآن حقٌّ وواجب الإيمان به، كما أن القرآن استهدف العظة والتذكير في قصصه فحسب، وهما لا يتحققان إلا فيما هو معروف ومسلَّم به من السامع" (٣).

ونحن لا نسلِّم للمؤلف بهذا، حيث لا داعي لكون العظة ينبغي أن تكون معروفة ومعلومة لدى السامع، وهذا ما أجاب به أيضًا عن المسألة الثانية. علمًا بأنه


(١) القرآن المجيد، ص ١٧١.
(٢) روح المعاني، ج ١٢، ص ٧٥.
(٣) القرآن المجيد ص ١٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>