للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالإنسان إذا انحط يكون شرًّا من الشيطان، وإذا ارتقى يكون أفضل من الملك - أعني جنس الإنسان - ومن هذا الجنس، كان محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - أكمل الخلق الذي ليس لمخلوق رتبة مثله في الكمال (١).

وأخيرًا "سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين".

وقد ضمن تفسيره محاضرة قيمة بعنوان العرب في القرآن الكريم، ارتجلها الشيخ في نادي الترقي بالعاصمة الجزائرية سنة ١٣٥٨ هـ - ١٩٣٩ م، ونشرت في مجلة السهاب في المجلد الخامس عشر، تضمنت المحاضرة الحديث عن واجب المسلمين في العناية بتاريخهم ومدينتهم، وخصائص الطبيعة العربية، والسر في اختيار العرب للرسالة، وتحدث عن معلومات مغلوطة عن العرب، وتحدث من خصائص إرم ذات العلماء، وعن ثمود، وقصة ملكة سبأ والعبرة منها (٢).

هذه نماذج مضيئة لتفسير الشيخ ابن باديس نوّر الله قبره وجزاه عما قدّم خيرًا، وما كل ما يتمنى المرء يدركه، وكم كنا نتمنى أن يكون للشيخ وأمثاله نصيب أكبر في تفسير كتاب الله تبارك وتعالى ولكن {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}. رحم الله الشيخ ابن باديس رحمة واسعة.

[تقويم التفسير]

هذا هو تفسير الشيخ ابن باديس، الذي كان يعد تفسير المنار منارة له، ولذا نجده مّد تأثر به بأفكاره وآرائه الإصلاحية ... كان أسلوبه في تفسره سهلًا ميسرًا، يعالج الواقع الذي يعيشه المسلمون في شتى مجالات الحياة الاجتماعة والأخلاقية والدينية والعلمية والسياسيّة، لقد كان يعبر عن أزمة المجتمع الإسلامي في


(١) من ذوق الإمام رحمه الله رحمة واسعة - في البدء والختام. "خاتمة مسك".
(٢) ص ٦٥٧ - ٦٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>