للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعني ألفاظ المد والبسط والفرش - وما يقوله علماء الفلك من كروية الأرض، فإن كل جزء من أجزاء سطح الأرض يبدو في رأي العين ممتدًا مبسوطًا، وحقيقة وضعه تكاد تكون كذلك، إذ لا يتوفر فيها معنى التكوير والتقوس لسعة المحيط، والقرآن لا يريد تنبيه الناس إلى المعنى العلمي البحت في شأن الأرض، ولكنه يريد تنبيهم إلى الاعتبار والتفكر فيما يقع تحت حواسِّهم منها، وهذا الذي يقع تحت حواسهم منها هو ما يستخدمونه فعلًا، ويعيشون عليه فعلًا، وهذا الجزء لا مظهر فيه ولا حقيقة ولا حِسَّ لمعنى التقوس الذي لا يكاد يُدرك، فلهذا أثر التعبير بالمد والبسط والفرش ونحوها (١).

وعند قوله تعالى: {وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ} [الرعد: ٣] قال الشيخ: "وأنت إذا عرفت ما قرره النباتيون من أنَّ الأثمار في كل أصناف النبات لا يكون إلا بعد الإخصاب الذي يكون بعد التلقيح، وأن الأزهار النباتية منها ما هو ذكر، ومنها ما هو أنثى، ومنها ما هو مزدوج، ففيه أعضاء الذكورة والأنوثة معًا، علمت مبلغ الإعجاز في هذه الآية الكريمة، وأنها تشيرُ إلى قانون نباتي لم يكتشف إلا في الأعصار الحديثة) (٢).

٩ - عنايتُه بالقضايا الفقهية مع استطراد أحيانًا: ومن أمثلة ذلك استطراده في أحكام الصلاة عند قوله تعالى: {وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ} [البقرة: ٣] إذ قال: "وهناك بحوثُ طريفة لطيفة نلم بها في اختصارَ وإيجاز لما فيها من فائدة وتنبيه على دقائق الآيات التي ستمر بنا بعد ذلك متصلة بأحكام الصلاة" (٣).

ثم تحدث عن الصلاة في القرآن والسنة، وحكم ترك الصلاة في الفقه الإِسلامي، وكيف فرضت الصلاة ومتى فرضت؟ وعن آثار الصلاة الروحية والاجتماعية، وعن


(١) مقاصد القرآن الكريم ص ٣٠٨ وما بعدها.
(٢) المقاصد ص ٣١١.
(٣) ص ٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>