وعند تناوله للآيات يذكر المعنى الإجمالي للآية أو الآيات، ثم يبدأ التفسير التفصيلي بعرض لما اشتملت عليه الآية أو الآيات من مباحث لغوية، إفرادًا وتركيبًا، ومباحث فقهية بقدر ما تدعو الحاجة، وأقوال المفسرين، وما يستنبط من الآية من حكم ومواعظ، وعرض مثل هذا لا يجد فيه الطالب والقارئ عنتًا وعناء.
إن حسن العرض من أعظم المشوقات، في كل ما يكتب ويقال بعامة، وفي كتابة التفسير بخاصة، ولقد كان الأستاذان الفاضلان، والحق يقال، موفقين كل التوفيق في عرضهما للمادة على تشعيب فنونها.
أما يسر العبارة وسهولة الأسلوب، فهما أمران ظاهران في هذا التفسير، وسيبدو هذا واضحًا حينما نعرض لبعض النماذج من هذا التفسير إن شاء الله.
[٢ - شمول المادة وصحتها]
إن القارئ لهذا التفسير، يدرك أن المادة التي عرضت فيه، امتازت بميزتين اثنتين، وهما الشمول والصحة.
أما الشمول فلا يفوت الأستاذين أي مبحث، من المباحث الضرورية لفهم الآية وتفسيرها، فهذا مثلًا قول الله تعالى:{خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ}[البقرة: ٧]، يعرض في تفسيره لمعنى الختم والقلب، وسر جمع القلوب والأبصار وإفراد السمع، ونكتة البدء بالجملة الفعلية أولًا والاسمية ثانيًا، هذا من الناحية اللغوية. وربما يحتاج الأمر إلى تحقيق تاريخي، كما نجد هذا عند قوله تعالى:{اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ}[البقرة: ٦١].
وأما صحة المادة، وأعني بها عدم الخروج في تأويل الآية عن مدلولها إلى تأويلات بعيدة غريبة، يظهر هذا عند تفسيرهما للآيات، التي تتحدث عن معجزات الأنبياء، كفرق البحر، وبعث بني إسرائيل بعد موتهم، والحديث عن السحر والنسخ.