وهنا نرى لزامًا علينا أن نعرض لبعض الأمور التي تدور حول الشيخ وتفسيره، ذلك أن هذا التفسير قد تباينت فيه آراء الباحثين بين مستحسن ومستنكر، ومعجب وقادح، لأنه جاء على غير ما ألفه الناس من التفاسير، وكان الوقت الذي صدر فيه مختلفًا عما قبله وبعده، فالمسلمون بين جامد على كل قديم، حتى هذا الذي لا يستند إلى نص صحيح أو رأي صريح، وبين منفتح على كل جديد نقله الأوروبيون، أو تلاميذهم المفتونون بهم، وجاء الشيخ طنطاوي بتفسيره محاولًا التوفيق بين القديم والحديث، معلنًا إعجابه ببضاعة الغرب، وتمسكه بحضارة الشرق، وربما أسرف في هذا الإعجاب من جهة، أو في تطبيق النصوص من جهة أخرى، لذلك كله كان ما كان حول هذا التفسير، وإذن فلا بد من طرح هذه الأسئلة، التي أحاول اختصارها في ثلاث:
١ - السؤال الأول: هل صحيح أن كتاب الشيخ في التفسير، فيه كل شيء إلا التفسير؟ ! .
٢ - السؤال الثاني: هل صحيح أن الشيخ طنطاوي فسر القرآن حسب نظريات العلم الحديثة، فأخضع بذلك القرآن إلى آراء لم تثبت ونظريات لم تنهض؟ ! .
٣ - السؤال الثالث: هل صحيح أن الشيخ طنطاوي أباح الربا والخنزير؟ ! .
هذه أمور لا بد من أن نتبينها، مهما كان فيها من عناء في البحث، وذلك حتى لا يكون حكمنا على الرجل قاسطًا فيه شطط:
[١ - هل في الجواهر كل شيء إلا التفسير؟]
أما السؤال الأول، فليس تفسير الشيخ طنطاوي، أول تفسير قيلت هذه المقالة فيه، بل رأينا تفسيرًا من قبله ببضعة قرون، هو من أجل التفاسير وأكثرها سعة قيلت