للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تأثره بالإمام وآراؤه الإصلاحية]

لقد نادى الأستاذ الإمام من قبل بإصلاح الأزهر، ولكنه لم يبلغ بغيته، وذلك لأن كثيرًا ناصبوه العداء، وعلى رأس هؤلاء خديوي مصر، ولكن الشيخ المراغي، استطاع بحنكته وحكمته، أن يبقي على شعرة معاوية، وذلك بما كان بينه وبين الحاكم من صلات، ولقد تسنى له أن ينفذ برنامجه الإصلاحي، فكان امتدادًا لأفكار الشيخ محمد عبده، وكان الأستاذ الإمام رحمه الله المصباح الذي أضاء طريقه، على حد تعبيره، وكان المراغي يجل الإمام كثيرًا، ويظهر هذا في كلماته وتصريحاته المتعددة ... وآراء الشيخ في الإصلاح خير دليل على ذلك، وهذا ملخص لمذكرته الإصلاحية نوجزها فيما يلي (١):

١ - يجب أن يدرس القرآن دراسة جيدة، وأن تدرس السنّة دراسة جيدة، وأن يفهما وفق ما تتطلبه اللغة العربية فقهها وآدابها من المعاني.

٢ - يجب أن تهذب العقائد والعبادات، وتنقى مما جد فيها وابتدع، وتهذب العادات الإسلامية بحيث تتفق والعقل وقواعد الإسلام الصحيحة.

٣ - يجب أن يدرس الفقه الإسلامي دراسة حرة، خالية من التعصب لمذهب، وأن تدرس قواعده مرتبطة بأصولها من الأدلة.

٤ - يجب أن تدرس الأديان، ليقابل ما فيها من عقائد وعبادات وأحكام، بما هو موجود في الدين الإسلامي، ليظهر للناس يسره وامتيازه عن غيره في موطن الاختلاف.

٥ - يجب أن تدرس أصول المذاهب في العالم قديمها وحديثها.

٦ - يجب أن تدرس اللغة العربية دراسة جيدة، كما درسها الأسلاف.


(١) الإمام المراغي أنور الجندي ٦٧ - ٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>