للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٧ - يجب أن توجد كتب قيمة في جميع فروع العلوم الدينية واللغوية على طريقة التأليف الحديثة.

٨ - يجب أن يفعل هذا لإعداد رجال الدين، لأن رسالة النبي -صلى الله عليه وسلم- عامة، ودينه عام ويجب أن يطبق بحيث يلائم العصور المختلفة والأمكنة المختلفة، وإن لم يفعل هذا يكن عرضة للنفور منه والابتعاد عنه، كما فعلت بعض الأمم الإسلامية، وكما حصل في الأمة المصرية نفسها، إذ تركت الفقه الإسلامي لأنها وجدته بحالته التي أوصله إليها العلماء غير ملائم (١).

ونلاحظ أن الشيخ لم يقف تأثره بالإمام في مجالات الإصلاح فحسب، بل إنه تعدى هذا إلى قضايا الفكر، ولقد مر أن الأستاذ الإمام تأثر بالحضارة الغربية، ولوحظ هذا في مواضع كثيرة من تفسيره، كتأويله لبعض الآيات الذي مرت نماذجها عند حديثنا عنه، لذا نرى الشيخ المراغي، لا يجد محظورًا في تأويل الآيات إذا تصادمت مع نظرية من نظريات العلم الحديث.

يقول ردًّا على سؤال المحرر في مجلة (الهلال) (٢). وكان نص السؤال ما يلي: ماذا يكون موقفكم إذا ما كانت نتيجة البحث تخالف أوامر الدين؟ يقول الشيخ: (تريد أن تقول إن هناك نظريات أثبتها العلم تخالف ما ينص عليه الدين، فأنا أقول إن هذه النظريات إن كانت نضجت وصحت عند العلماء، وثبتت ومضت عليها المدة الكافية، وجب علينا أن نوفق بينها وبين الدين، فالقرآن مثلًا ذكر أن لله وجها وأنه يستوي على العرش، وهذه الأوصاف توهم أن لله جسمًا ولكن الفقهاء عندما


(١) لست مع الشيخ فيما ذهب إليه، فإن ترك الأمة للفقه الإسلامي لم يكن ناشئًا عن تقصير العلماء، وإنما سببه ما بُيِّت لهذا الدين من مكر وكيد اشترك فيه المستشرقون والمستغربون على السواء، وصدق الله {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ} [البقرة: ١٠٩].
(٢) يونيه سنة ١٩٢٩ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>