للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شَهَادَةً} [الأنعام: ١٩]، {قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} [الأنعام: ٦٣]، ثم يخص الوصايا العشرة بتحليل وتفصيل دقيق.

هذه هي طريقة الشيخ في تفسيره، وهي كما قلت من قبل فريدة في مسلكها لأن غيره من المفسرين سلك الطريق التحليلي على حدة أو الموضوعي.

[مدى تأثر الشيخ بغيره من المفسرين]

إذا كان الشيخ قد انفرد في طريقته ومنهجه، فإن هناك سؤالًا يُطرح وهو: هل انفرد الشيخ في آرائه كذلك، أم تأثر بغيره وبخاصة الإمام محمد عبده؟ .

الممعن في تفسير الشيخ، يجده ينقل كثيرًا من أقوال المفسرين مستشهدًا بها، فقد نقل عن أئمة المفسرين كالرازي والقرطبي والألوسي، وهو إذ ينقل عنهم، نلمح منه عبارات الإجلال والتقدير، وهذه خصلة كريمة تدل على فضل الشيخ، وعلى سبيل المثال، ينقل ما امتازت به سورة الأنعام عن الفخر الرازي، كما يصف القرطبي في ثنايا الاستشهاد بأقواله بالإمام. ويستحسن في قصة المائدة ما ذكره الإمام الرازي في درجات الإيمان.

أما تأثره بالإمام محمد عبده فعلى الرغم من أن معالمه ربما تبدو في بعض المسائل، إلا أنه لا يصل إلى درجة التقليد والمحاكاة، فإن للشيخ كما أسلفت شخصيته العلمية القوية وتبدو آثار هذا التأثر في الأمور التالية:

عند تفسيره لسورة الفاتحة، يرى أن المغضوب عليهم والضالين، هم الكافرون والمنافقون، ويترك الروايات الواردة في ذلك، وقد تركها الإمام من قبل، ويبين في أثناء تفسيره لسورة الأنعام، أن سورة الفاتحة قد اشتملت على مقاصد القرآن جمله، ولا ننسى إنكاره نزول عيسى بحجة آحادية الحديث، وهذا ما ذهب إليه الإمام من قبل ومع ذلك فإن شخصيته تتجلى في مخالفته الشيخ، ومعارضته في مواضع أخرى، من ذلك مثلًا رأيه في الحروف المقطعة، فهو يرى أنها مما استأثر الله

<<  <  ج: ص:  >  >>