للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهكذا عند تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} [الطور: ٢١] يذكر قول الرسول الكريم (إذا دخل الرجل الجنة، سأل عن أبويه وزوجته وولده، فيقال له: إنهم لم يبلغوا درجتك وعملك. فيقول: يا رب قد عملت لي ولهم، فيؤثر بإلحاقهم به) (١).

وقد مر معنا غير هذه في النماذج التي أوردناها من قبل، وإن كان لنا من مأخذ هنا، فإنما هو ذكره لبعض الأحاديث، التي أجمع الحفاظ على ضعفها، كحديث (أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه) الذي ذكره في مقدمته.

[٦ - إكثاره النقل عن المفسرين]

وهذه منقبة للشيخ أن يجل من سبقه، ومع أنه ينقل عن أئمة التفسير كالطبري والرازي، إلا أنه يكثر النقل عن الراغب والآلوسي. ولقد أحسن الشيخ الاختيار، فكلا الرجلين ثقة عميق في بحثه.

فهو ينقل مثلًا عن الألوسي في تفسير جعل الأرض فراشًا في سورة البقرة (٢)، وعن معنى حياة الشهداء عند قوله تعالى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ} [البقرة: ١٥٤] في السورة نفسها (٣). وكثيرًا ما يرجّح معنى بقوله: (واختاره الألوسي).

أما الراغب فيكثر عنه في نقل معاني المفردات.

هذه أهم خصائص تفسير الشيخ، وهناك أمور أخرى لا بد أن نحمد للشيخ صنيعه فيها.

من ذلك توضيحه لمعنى المحكم والمتشابه حيث يقول:

(المحكمات ... من الإحكام بمعنى الإتقان ... وذلك لإحكام عباراتها عن


(١) جـ ٢ ص ٣٦١.
(٢) جـ ١ ص ٢٠.
(٣) جـ ١ ص ٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>