للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفَصْل الخَامِس الاتجاه الموضوعي في التفسير

[معناه ودلالاته]

الطريقة التي ألفها الناس في التفسير قراءة وتدريسًا وتأليفًا، وهي ما نجده في كتب التفاسير الكثيرة، أن يبدأ بتفسير القرآن آية آية، سورة سورة. والقرآن كما نعلم نزل منجمًا، فربما ينزل الموضوع الواحد منه في أكثر من نجم، حسب ما تقتضيه الضرورة ويتطلبه الظرف. وهذه هي الطريقة التي اشتهرت عند الناس، وهي تفسير تحليلي يقف به المفسر عند كلّ آية من الآيات. وبالطبع سيتحدث المفسر عن الموضوع الواحد في أكثر من موضع حسب وروده في الآيات الكريمة.

وقد ذكر العلماء للتفسير الموضوعي تعريفات منها:

١ - ما ذكره الكومي: أنَّه جمع الآيات القرآنية المتفرقة في سور القرآن والمتعلقة بالموضوع الواحد لفظًا أو حكمًا وتفسيرها حسب المقاصد القرآنية (١).

٢ - وعرفه الفرماوي بما عرفه به الكومي ولكنه توسع في التعريف، حيث قال: (جمع الآيات القرآنية ذات الهدف الواحد، والتي اشتركت في موضوع واحد وترتيبها حسب نزولها، ما أمكن مع الوقوف على أسباب نزولها وتناولها بالشرح والبيان والتعليق والاستنباط وإفرادها بالدرس المنهجي الموضوعي) (٢).

٣ - وعرفه آخر بأنه (علم يتناول القضايا حسب المقاصد القرآنية من خلال سورة أو أكثر) (٣).


(١) التفسير الموضوعي / الكومي ص ١٣.
(٢) البداية في التفسير الموضوعي ١٣.
(٣) مباحث في التفسير الموضوعي / مصطفى مسلم ص ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>