للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قال مُعِدُّه للشاملة: لم يكتب المؤلف (د فضل عباس) رحمه الله، هذا الفصل، ولم يقرأه، كما هو مبين في المقدمة جـ٣/ ٥]

[مناسبة معجزة كل نبي لقومه]

يرى الشيخ أبو زهرة أن معجزة عيسى -عليه السلام-كانت قاطعة في إبطال الأسباب العادية والمسببات ولوازمها، فتعالى الله، وأبطل القول الذي يذهب إلى أن معجزة عيسى جاءت متناسبة مع عصره الذي كان عصر طبٍّ كما يقولون.

يقول أبو زهرة: "وما يُدَّعى من أن عصر عيسى -عليه السلام- كان عصر علم الطب لا يؤيده التاريخ، بل كان اليهود الذين بعث فيهم عيسى وخاطبهم برسالته ومعجزاته كانوا أجهل الناس بالطب كما حكى عنهم الفيلسوف المسيحي رنيان في كتابه" (١).

والذي ذهب إليه أبو زهرة وافقه عليه الشيخ فضل عباس -حفظه الله- في كتابه الإعجاز حيث بين أن معجزة كل نبي تكون منسجمة مع أحوال الناس الذين ظهرت فيهم، جارية مع تفكيرهم ومع طبيعة بيئتهم، وبين أيضًا أن معجزة عيسى -عليه السلام- جاءت متناسبة مع أحوال قومه الذين طغت عليهم المادة، وقطعوا كل صلة بينهم وبين شريعة موسى، فكانت معجزته -عليه السلام- تقويضًا للمادة رأسًا على عقب وصفعة للماديين.

[نزول الفاتحة]

يرى أبو زهرة -رحمه الله- أنّ الفاتحة ليست أوّل ما نزل من القرآن، ويرى أنها نزلت عندما فُرضت الصلاة في الإسراء والمعراج (٢).

كما ينفي أبو زهرة أن تكون الفاتحة قد تكرر نزولها في المدينة، يقول: "وكونها نزلت بعد ذلك بالمدينة تكرار للنزول، ولا نحسب ثمة حاجة للتكرار فإنها متى نزلت كانت واجبة التلاوة على أنها جزءٌ من القرآن ولا حاجة إلى تكرار نزولها" (٣).


(١) أبو زهرة، ١/ ٣٠٤.
(٢) أبو زهرة، ١/ ٥٥.
(٣) أبو زهرة، ١/ ٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>