فهو يقول في تفسيره لسورة القيامة:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ}[القيامة: ٢٢] حسنة مشرقة، جميلة في النعيم والغبطة، وهي وجوه المؤمنين المخلصين من النضرة والحسن، ناظرة إلى ربها يوم القيامة، تراه كما يليق بذاته سبحانه وكما يريد أن تكون الرؤية له عز وجل، بلا كيفية ولا جهة ولا ثبوت مسافة)، ويقول عند قوله تعالى:{لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ}[الأنعام: ١٠٣] لا تحيط بعظمته وجلاله على ما هو عليه أبصار الخلائق في الدنيا والآخرة أو لا تدركه الأبصار إدراك إحاطة بكنهه وحقيقته، فإن ذلك محال، والإدراك بهذا المعنى أخصّ عن الرؤية التي هي مجرد المعاينة، فنفيه لا يقتضي نفي الرؤية؛ إذ نفي الأخص لا يستلزم نفي الأعم، فأنت ترى القمر ولا تدرك حقيقته، ولذلك أثبت أهل السنة رؤية المؤمنين له تعالى في الآخرة كما قال تعالى:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ}[القيامة: ٢٢] وذهب بعض السلف إلى أن الآية مخصوصة بالدنيا. {وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ} أي وهو يدرك القوة التي تدرك بها المبصرات ويحيط بها إذ هو فالق القوى والحواس (١).
أي أخرج من ظهر آدم ذريته كهيئة الذر، ثم أخرج من هذا الذر ذريته كذلك، ثم أخرج من الذر الآخر ذريته كذلك. وهكذا إلى آخر النوع الإنساني. وأشهدهم على أنفسهم أقررهم جميعًا بربوبيته لهم، والشهادة على النفس إقرار. (قالوا بلى). أي قالوا أنت ربنا. (شهدنا). أقررنا: على أنفسنا بربوبيتك. (أن تقولوا) أي لئلا تقولوا أو كراهة أن تقولوا.
والمعني على ما ذهب إليه جمع من المفسرين: أنه تعالى نصب للناس في كل شيء من مخلوقاته ومنها أنفسهم دلائل توحيده وربوبيته، وركز فيهم عقولًا وبصائر