ونحيل القارئ على ما ذكره سيد هناك، دون الحاجة إلى نقله هنا، فهو كلام طويل.
وكلام قطب في تفسير هذا المقطع من الأمور التي يتجلى فيها رأيه، وربما يبدو عنيفًا شديدًا في تقريراته التي قررها هذا من جهة.
ومن جهة أخرى فإنه يبدو مناقضًا لكثير من المفسرين المحدثين، ومن جهة ثالثة فإن هذا المقطع يصور لنا بصدق تصويرًا ليس فيه أدنى ريب المنهج الذي يسير عليه سيد في فهم القرآن، كما يظهر لنا صراحته اللامتناهية وهو يطرق موضوعًا من الموضوعات المهمة التي لا تتعلق بعقيدة المسلمين فحسب، بل بما ينبغي أن يكونوا عليه في منهجهم الحركي، فهل كان هذا العنف -إن صحت تسميته- ملائمًا لما قرره القرآن من ناحية، ولظروف المسلمين التي يعيشونها من ناحية أخرى؟ ! !
هذا ما سأتحدث عنه إن شاء الله عند تقويم التفسير.
[سيد والمدرسة العقلية]
لا نستطيع أبدًا أن نتصور أن مفسرًا للقرآن بله متحدثًا عن هذا الدين جاء بعد الشيخ محمد عبده دون أن يأخذ عنه أو يقبس منه أو يتأثر به، فلقد كان للشيخ ومدرسته أثر عظيم في اتساعه وانتشاره كما مر معنا، ولكن هؤلاء متفاوتون في ما يأخذون ويستحسنون، أو يردون ويرفضون. والذي يهمنا هنا أن ندرك مدى تأثر صاحب الظلال بهذه المدرسة.
مما لا شك فيه أن هناك أمورًا كثيرة يلتقي فيها الأستاذ مع هذه المدرسة فمحاربته الإسرائيليات والتركيز على وجوب صلة المسلمين بكتابهم، وعدم الخوض في مصطلحات العلوم، وإعادة كتابة التفسير بأسلوب سهلٌ، وعدم تحميل