للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خصوصًا بعد ما أصبح من المقرر الثابت أن نزعات تلاعبت بالأديان، فأخرجتها عن أصولها، اللهم إلا تلك الفطرة الأولى التي لم تزل في كل دور من أدوار الإنسان تبرهن على استقلالها وثباتها.

من هنا انتقل إلى عنوان جديد، وهو (الإسلام هو دين الفطرة):

الدين الفطري يمكن تعبيره باللسان العصري بالدين الطبيعي، وهو لا يدعو إلا لما يشعر به الإنسان في ذاته شعورًا ضروريًا طبيعيًا، هذا من جهة التدين، أما من جهة العلم بالكون وأشيائه، فأرانا أننا لم نعلم منه إلا قليلًا، وأمرنا بدوام طلب العلم، وكان الإسلام هو الدين الفطري أو الدين الطبيعي، لأنه لا يكلف الإنسان بما هو مطبوع على البحث فيه واعتقاده.

[نظرة على الأدوار التي تنتاب العقائد]

من أكبر الشبه التي يطعن بها فلاسفة هذا العصر صدور المليين، ويغض بها الماديون من أعين الاعتقاديين هي قولهم: إن الإنسان مرّ ويمرّ من عقائده على ثلاثة أدوار.

الأول: دور الاحترام والإجلال، والاعتقاد بأنها نهاية الكمال.

الثاني: دور الشك والارتياب عند يقظة الأفكار والألباب.

الثالث: دور العلوم والمعارف، حيث يبلغ العقل أشده، فيعلم الإنسان أن الأديان أساطير الماضي، فيتركها ويتجه للعلوم.

ثم قال: إنْ صدقت هذه المقولة في نسف صروح العقائد التي أنس بها الإنسان في دور طفولته، فلا تصدق على الإسلام الذي أرسله الله عندما بلغ الإنسان رشده وسئم الوصاية عليه.

والإسلام ينزل الإنسان منزل الراشد لا القاصر، ولو شك الإنسان في شيء من عقائد الإسلام يعالجه بعلاج الشك وهو العلم لا بالضغط على فكره، أو حرق جسده، كما فعل غيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>