للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التفسير على رواية حفص ذكرًا، وشرحًا، لأنها القراءة الأكثر انتشارًا في العالم الإسلامي" (١).

[استطراداته]

يقول الشيخ سعيد في مقدمة تفسيره: "ومن مميزات التفسير أنه ليس فيه حشو، وليس فيه إلا ما له علاقة بصلب التفسير، وقد استبعدتُ منه كل قضية لم أعتبرها علمية" (٢).

وعند استعراض تفسيره يمكن القول بعدم دقة هذا الكلام، حيث نجد أنه كثيرًا ما يستطرد ويذكر ما ليس له علاقة مباشرة بصلب التفسير، وإنْ كان أحيانًا مما له علاقة من طرف بعيد، كاستطراداته في بعض مباحث الآيات، فمثلًا عند آيات الصيام في سورة البقرة يعقد فصلًا في (الصوم عند الأمم)، ثم يفصل: الصوم عند اليهود [بعنوان منفصل]، و (الصوم في الديانات السابقة) وهكذا ...... (٣).

صحيح أن هذا كلام علمي، إلا أنه لا علاقة مباشرة له بصلب التفسير.

ومن استطراداته بحثه في بعض مسائل العلوم الحديثة، فمثلًا عند قوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ (١٨)} [المؤمنون: ١٨]، يستطرد بعد تفسيره الآية، فيتحدث عن دورة الماء في الكون من الناحية العلمية، وأنها دليل على أن هذا القرآن من عند الله (٤).

ومن استطراداته غير العلمية ما كان ينقله عن التوراة، مما لا داعي له البتة، من ذلك ما جاء عند تفسير قوله تعالى: {وَإِذْ قَال مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ


(١) الأساس، ٣/ ١٧٤٢.
(٢) انظر: ١/ ٤٢٨، ٤٣٠.
(٣) انظر: ١/ ٤٢٨، ٤٣٠.
(٤) انظر: ٧/ ٣٦٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>