متعددة، أفصحها سبعة، وأرجحها كلها لغة قريش، ورخص للناس أن يقرأوا القرآن بلغاتهم، فوقع الخلاف بين الصحابة في بعض الآيات باختلاف وجوه القراءة، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف"، فصارت وجوه القراءة في الأمصار مختلفة باختلاف لغاتهم مع اختلاف مأخذهم، [ذكر مأخذ أهل كل مِصر]، ثم قال: وكان كل قطر يدعي أنه أهدى سبيلًا في قراءته، فخشي عثمان هذا الاختلاف، فجعل القراءة بلغة قريش دون غيرها.
ولكن لم يمض على أمره هذا غير زمن قصير حتى عادوا إلى ما كانوا عليه قبل الاختلاف في القراءة، يتبع كل قطر قارئًا، ويثق به، ثم استقر أمر الناس على سبع قرأءات معينة تواتر نقلها من القراء.
ثم ذكر أصحابَ القراءات، ثم قال: على أن القراءات السبع قد أُصعدت إلى عشر، وعُدَّت كلها أصولًا للمَراءة، وهي كلها جائزة يصلى بها على السواء بخلاف الشاذة.
واختلاف القراءات العشر منحصرة في اختلاف الألفاظ في الحروف أو في كيفيتها من تخفيفه أو تشديد وغيرها، وذكر أمثلة، وختم بتعريف القراءة الشاذة بأنها تكون بتغيير ذات الألفاظ في بعض المواطن مما يغير معنى الآية، ولا تجوز بها الصلاة.
أقوله: إن حديث الأستاذ عن الأحرف والقراءات ينقصه شيء من التحرير والدقة رحم الله الأستاذ محمد فريد وجدي عما قدم لهذا الدين.
ثانيًا: منهجه في التفسير:
أقدم الأستاذ على وضع تفسير موجز للقرآن الكريم بهدف تقريب معانيه للناس؛ وبخاصة الذين لا يملكون الوقت للإطلاع على كتب التفسير المطولة، أو أولئك الذين لا يقدرون على إدراك أغراض المؤلفين السابقين، وتتميمًا للفائدة جعله على شكل المصاحف العادية، وجعل تفسير كل صفحة في هامشها.