للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو لماذا يكون مسيحيًا ولا يكون برهميًا؟ وبأي مرجح يعتقد الإنسان برسول دون غيره، وها نحن في زمان أخذت فيه الأمم تتعارف، وأخذت نواميس الحياة تسوقها سوقًا إلى وحدة العقائد، من هنا حدث شعور عام بضرورة وجود دين عام.

الإسلام هو الدين الحق العادل العام الصالح لأن يجمع كافة الشعوب والأمم، ويؤاخي بينهم ويرضيهم جميعًا.

[الأديان في نظر القرآن]

الأديان كما هي عليه اليوم بكتبها وأساطيرها هي مجموع أقوال رؤساء المعابد، علقوها شرحًا على الوحي الإلهي، أو كتبوها بأيديهم، وزعموا أنها وحي من عند الله، ولو كانت وحيًا كما يقولون لاتحدت جميع الأديان في أصولها وفروعها؛ لأن إله الكل واحد، ولا يعقل أنه يوحي إلى أمة ما يوحيه إلى الأخرى.

[الناس في نظر القرآن]

الناس في نظر القرآن ثلاثة أقسام:

مسلمون، وهم المؤمنون بجميع رسل الله وكتبه، وقائمون من الدين على طريق الفطرة والاعتدال، وأهل الكتاب، كاليهود والنصارى، وهم الذين لهم كتاب سماوي، والمشركون وهم الوثنيون، وقد جاء القرآن بأحكام عامة تشمل كل هذه الأقسام مثل العدل، وأنه تعالى رب العالمين كلهم، أي مربيهم، وأحكام خاصة تخص كل منهم على حدة، فمثلًا حتم القرآن على المسلمين أن يكونوا إخوانًا تجمعهم وحدة الدين، وخولهم حق تأديب العالم وإرجاعه عن غيّه، أما الكافرون، فإن كان بيننا وبينهم ذمة فلهم حق الحماية، وإن كانوا محاربين، فنعطيهم السيف مراعين تقوى الله.

ثم تحدث عن الإنسان في نظر القرآن أنه أكرم الكائنات، وأن القرآن الكريم أكسب الإنسان فكرة صحيحة، عن عظمة الوجود، وبيّن له موقفه من الدنيا، وماذا

<<  <  ج: ص:  >  >>