ب - من سورة الفرقان:{وَقَال الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ}[الفرقان: ٤].
وقد رَدَّ القرآن الكريم عليهم فيما زعموه فقال ردًّا على الشبهة الأولى: {لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (١٠٣)} [النحل: ١٠٣] وردًا على الثانية بقوله: {فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا (٤)} [الفرقان: ٤]. وفي هذه الردود دليل واضح على افتراء هؤلاء إنكارهم للقضية من أساسها، فليس هناك تعليم أو تعلّم ولا إعانة ولا افتراء، وليس الأمر كما ذكر الأستاذ - رحمه الله - بل إن هاتين الآيتين الكريمتين دلالة على اضطرابهم وعنادهم.
ومن الغريب أن الأستاذ - رحمه الله - فَهِم من هذه الشهبات اتصال النبي بأهل الكتاب، مع أن أصحاب الشبهة أنفسهم يعلمون بطلانها، ثم ألم يقولوا: إنه شاعر وساحر، ووصفوه بأوصاف غير هذه؟ في يقول أستاذنا في هذه الأوصاف إذا كانت الشبهة لها صلة بالواقع في رأيه؟ ألم يقولوا: ساحر كذاب؟ مع أنهم كانوا يسمونه الصادق؟ ! ! ومع دحض القرآن لهذه الشبهة فإنها ليس مقصودًا بها القصص القرآني.
٢ - ومما يستدل به المؤلف أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان دائم الاتصال بأهل الكتاب، وبخاصة هؤلاء الذين كانوا في مكة من أصحاب الصناعات، ولا نعرف سندًا صحيحًا لذلك، اللهم إلا ما استند إليه المشركون في شبهاتهم، وهم يعلمون كذبها. ثم لم يسمع عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -، أنه حدّث قومه بشيء من هذه القصص قبل البعثة